الخميس، 9 يونيو 2022

الراقي :ماهر اللطيف

 بحر هائج

(نثر)
وضعت رأسها على كتفه بسلاسة
و استعدت لاطلاق أحلى رصاصة
بعيدا عن الاقتصاد والاجتماع والسياسة
واستعانت بالفطنة والذكاء والفراسة
وقالت بصوت عذب كأنها تتلو حروف دراسة:
امواجك هوجاء، قوية، عنيفة، حائط صد لمن جاء
وذهب راجيا السباحة والتطهر والانتشاء
فوق سطحك وفي أعماق مياهك المقدسة العذراء
من كل خيانة و دنس حب ومشاعر عشاق الهوى
وما يشهده حب هذا العصر من خيبة وجفاء
وتجارة وكذب ونفاق وعدم التزام بالوعود
وتمرد على الواقع ومحاولة الوصول إلى المنشود
في أسرع وقت ممكن دون احترام وتبجيل الموجود
وحمد وشكر رب الكون وهذا الوجود
الذي سمح لهم بالحب بحثا عن العالم المثالي المفقود.
فابتسم ومسح على شعرها الحريري الأسود الطويل
وقبّل رأسها بشفتيه الغليظتين غلظ تصرفات هذا الجيل
واقواله التي يستعيذ من بعضها كل سقيم وعليل
وحتى الشرير واللئيم وعدو كل محب وخليل
ومحب للمشاعر النبيلة والأحاسيس الصادقة وان كانت قليلة،
ثم تنهّد من اعماقه تنهيدة كبيرة خرّت لوقعها الرمال
ليسجد عليها كل موجود حمدا وشكرا لله على هذا الحال
ودكت الهضاب والجبال وتحنّطت الحضارات والاجيال
في انتظار انتهاء التنهيدة مقدمة هذا السجال
وشروع المحب في نطق الاقوال مشفوعة بالأفعال،
فقال وقد شعرت بالانحلال والطيران في عالم الحب والذوبان:
حذار من هيجان امواج مياه بحري، بحر العشق والوجدان،
بحر الصدق والوفاء والولاء والخوف من الرحمان
وتقدير واحترام الزمان والمكان وكل انسان يحترم هذا الكيان
ويبادله توجهاته التي تتماشى والدين والقرآن...
انتبهي ايتها الحبيبة فاعماقي خير من سطحي لو تعلمين
وهي ليست متاحة للجميع على اليسار واليمين،
بل هي لمهرة السباحين والمكتشفين والغطاسين
الذين يتوقون إلى اكتشافها ليميزوا بين الغث واليقين
ويتعايشوا معها بكل رفق وحنان ولين... ،
فإن خالفوا هذا التمشي غرقوا وماتوا ولفظتهم الامواج
ولو بعد حين لتلقي بهم خارج هذا البحر فرادى او في شكل افواج
ما إن باتوا خارج الخدمة والحاجة والاحتياج
وإن كانوا ذوي وقع وحفاوة وسبب موتهم اكبر ارتجاج
داخل هذه الاعماق التي عانت كثيرا من سنو هذا الانتاج
الذي يتاجر بالمشاعر والأحاسيس دون خجل أو حياء
وينتشي حين يرى غيره يبكي دما بدل الدمع من الحسرة والاسى
وما سببه له العاشق من جراح والام وخيبة أمل واقصاء
من عالم العشق وما انتظره منه ومن فضائل الهوى
وعالمه البهي الذي يقينا عالم الواقع والانكسار والبلاء...
-----------------------------------------------------------------------------بقلم :ماهر اللطيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق