● ■#دمشقعية....؟
■رواية......●الجزء الخامس
(المشهد الأخير )
■دمشق2012
•لم يكن ذاك المساء مثل أخيه هذا المساء ... ولم تكن تلك الأيام مثل ذاك اليوم ، فهي أيام تداول ايام .
تقطعت السبل ووقفت الأنفاس في الحلقوم
وصديقي بجانبي نحطاط بإحدى مداخل بنايات السكن القريبة من مشفى المجتهد بدمشق جراء ماحدث في حينه من إطلاق نار كثيف لانعلم مصدره، أشخاص يركضون
وآخرون تبعثرت حركاتهم ك الفراشات التي لا مسكن لها ولا مأوى ، أين نذهب لانعلم ،قلت لصديقي ماالعمل ... أجاب سوف تفرج يا اخي... قلت.. هل انت خائف... تبسم وعلامات الهلع مرسومة على تفاصيل وجهه عندما بادرني بالقول ربما أنت خائف اكثر واكبر من خوفي ... قلت له لابأس عليك، هيا بنا ننطلق.
اه .... كم ذاقت الدنيا بي
ونظرات تلك الفتاة تطاردني ،اقول في نفسي ربما هي تعرفني ،لقد هرمنا
وأصبحت ذاكرتنا مشتتة ونحن نحلق في مهب الريح، قلبي بدأ في اضطراب وانكماش عندما ألقت التحية والسلام وغمرتني بحرارة ،قلت لها بكل صدق لم اتذكرك، ربما خانتني تلك الذاكرة المحشوة بالألم والوجع والقهر... أصاب تلك الفتاة الذهول واردفت كيفك استاذ انا/أمل / قلت مبتسما أملي بالله أولا وبك ومنك استمد الأمل، قالت هل لديك متسع من الوقت ،أجبت نعم وانا فتشت وسألت كثيرا عنك ولم أجدك. ... في الطريق قالت انا لم يكن همي ان أفضح احد، همي كان ولازال هو الخلاص من هذه الكذبة التي اصبحت من همومنا اليومية ، والبعض يااستاذ يعتبر ان هذه الحياة بمجملها كذبة،فإذا كانت هكذا ماالدليل على ذلك، ولهذا سوف اترك الجواب حتى تكتمل الحقيقة الغامضة،
قلت في المرات القادمة لا تتركيني وحيداا وتذهبي فأنا لدي رغبة لسماع كلماتك، توقفت برهة وهي صامته... قلت لماذا سكتي؟
ليست هذه من عادتك/امل/ قالت.. من جد خلينا نمشي من هنا إلى اي مكان آخر.
في إحدى المقاهي بدمشق
كان روادها بعدد أصابعي جلسنا نحتسي القهوة ،قلت وعلامة استفهام تراودني هل انت خائفة من شيئ، أجابت لا ولكن لا أريد ان اكون جزء من هذه المسخرة والمسرحية الهزيلة التي نصبح ونبيت عليها... يبدو ان شيئا فرج همي قليلااا من خلال حديثها ،قلت لها ياسيدتي انا لا اتهم أحد ولا ابرر أيضا أحد بالإضافة لو اردنا ان نفتش عن حقيقة مايدور اين نجدها، قالت حلو وجميل سؤالك تريد الحقيقة اذا فماعليك الا البحث والتحري عنها في شوارع وازقة دمشق ربما تجد حقيقتك؟ ثم قالت اتعرف لما تصبح حياتنا سوداء ونكتشف ان مستقبلنا الذي نحلم به اصبح كابوس نرجع لذكرياتنا وهذه الذكريات هي ملجئنا،وبنفس الوقت نتمنى لو نستطيع نغير فيها لو قليلا من التفاصيل نمحي منها اشخاص راح يخوننا ويغدرو فينا ،ممكن نغير احداث ومن الممكن يتغير مستقبلنا وقدرنا،قلت لها افكارك جهنمية ربما في بعض الاحيان يصبح /الجنون فنون/ وربما ذاك العفريت يصبح رفيقا لي مثله مثل عفريتك الذي يهلوس لك،أجابت وهي مبتسمة هل تعلم يااستاذ لم يبقى لنا إلا القهر... والذل...انظر كم ضاقت بنا السبل وانقطعت سلاسل الوصال،وكل الكلام لم يعد ينفع ، استدراك ربما هذا اليوم هو اجمل أيامي التي قضيتها مع/أمل / قلت لها صرت اتمنى ان تقولي لي شيئا من أمنياتك حتى احققها لك، أجابت أنت أكثر الناس تعلم أن أمنيتي تحققت بوجودك معي، ولنا لقاء غدااااا، قلت في نفسي هكذا هي الأرواح عندما يصبح الربيع سقيما والقلب يعتصر في بئرة من الزمن السحيق ، فماعليا إلا الانتظار لعل الثلج يذوب وتشرق الشمس من جديد .
وهاااا انا طويت احلامي في حقيبة نثرتها الأتربة والغبار... احترت في امري
متى يزهر الياسمين على شرفات دمشق المطلة على جبل قاسيون كي اعانق أحبتي واحضن دفاتر أشعاري، واغمس ريشتي التي هجرت وريدي باللون القاني واكتب .... انتم هنا
تجمد اللون تعالو نبدأ من جديد(هناك وليس بعيدا عني أشلاء مقطعة بين الركام) اه والف اه...
عندما يتحدث الدمع يصمت ياسادة كل شيئ ،يصمت الهواء ...
وتصمت الشمس، ويصمت الكون، ويختفي الضوء شيئا فشيئا وتنعدم الرؤية كليااااا أنها الحياة التي تنتزع الانسان من حريته وكرامته.
■ الإعلامي الروائي الدكتور سامي السعود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق