همسات
الشيطان يستغيث ( ٩ )الروح ماتت أما الجسد باقي
و قام محمد لصلاة الفجر و عند نزوله من على السرير حتى شعر بشيء غريب مبلل ملابسه و أقاد المصباح و إذ بدم يملأ ملابسه و عندما نظر لزينب و جدها وسط بركة من الدماء و ركبه الفزع و الهلع حتى أخذ ينادى عليها و لكنها لم تجبه لقد صعدت روحها للسماء انهال فى البكاء و العويل لقد ماتت زينب و مات معها كل شيء و أصبح محمد جسد بلا روح لقد صعدت روحه مع زينب و شعر بالضعف و كأنه يغرق وسط بحر من الدماء و أخذت الأطفال تتوافد على الغرفة ليعرفوا ماذا جرى لكن سرعان ما تماسك محمد حتى منعهم من دخول الغرفة حتى لا يروا هذا المنظر البشع و بعد الفرح و الزينة أصبح الهم و الحزن يملأ كل مكان و علمت الأولاد بموت أمهم و كانت ضربة قاسية عليهم و لم يعرف محمد أن كان هذا كابوس أم حقيقة حتى خروج الجثمان من البيت و دخل جثمان زينب القبر و دخلت معه الضحكة و الفرحة فى عيون الجميع و مر أسبوع على الوفاة و كان محمد لم يذهب للمحال بل كان يعيش فى البيت فى ذهول و دخل عليه رضوان ثم قال الموت حق للجميع لكن أنت عليك مسؤلية كبرى لديك ثمانية أطفال و لديك تجارتك الدنيا لا تقف عند موت عزيز لدينا يكفي غلق المحلات الخسارة بدت كبيرة لابد من عودتك للحياة حتى من أجل أولادك و حاول معه رضوان بكل الطرق أن يخرجه من همه لكن حزنه على زينب كان أقوى و قال محمد لرضوان غدا افتح المحلات و الله معي يقدرني على ما باقي من حياتي و لاحظ محمد أن الحمل أصبح كبير على أم عبدو لكن ماذا يفعل و مر أيام حتى كان محمد يجلس فى المحل و يتحدث مع رضوان عن الأولاد حتى قال له رضوان أعلم أنك كنت تحب زوجتك لكن أولادك فى حاجة لأم ترعاهم أم عبدو لا تكفي تزوج و هنا ضحك محمد ثم قال أتزوج الشخص الذى أمامك فقط جسد بلا روح من تقبل الزواج من رجل ميت و أنا كيف تحلو لي الدنيا بعد حبيبة الروح و بينما كانوا يتحدثوا حتى رن هاتف زينب لقد أخذه محمد معه فى كل مكان و كأنه ينتظر مكالمة من زينب و أخرج الهاتف و إذ به يتعجب و هو ينظر على المتصل وجد هذا الرقم مسجل باسم زوجة زوجي و رد على الهاتف قال السلام عليكم قالت و عليكم السلام ممكن أكلم زينب سألها من أنت قالت أنا منى قال لقد ماتت زينب منذ أسبوعين و هنا سمع صراخ ثم أغلق الهاتف تعجب و سكت و بعد ساعة عاود الرقم الاتصال و قالت له أنا أسفه لغلقي الهاتف فى وجهك لكن الصدمة كانت كبيرة جدا عليه قال لها لا عليكي و سألته ماذا حدث ثم سالته عن الاولاد و طلبت منه أن تأتي هي و أختها هند لتطمئن على الأولاد و جاءت منى و هند و جلسوا مع الأولاد و أم عبدو حتى عاد محمد من العمل و تذكر محمد أن زينب كانت طلبت منه أن يجد عمل لمنى و قال لمنى عذرا ما حدث شغلني و لم أبحث لكي عن عمل إن شاء الله خير و مرت أيام و طلبت أم عبدو منه أن يأتي بواحدة أخرى تساعدها فى خدمة الاولاد و فكر ثم قال لرضوان ابحث لي عن واحدة تساعد أم عبدو أعاد رضوان كلامه بأنه لابد من الزواج ثم تذكر محمد كلام زينب عندما قالت له تزوج من سيدة عاقر حتى تحنوا على الاولاد و حكى محمد لرضوان عما قالته له زينب قبل وفاتها و هنا دمعت عين رضوان ثم قال و كأنها كانت تعلم ماذا يحدث ثم قال فكر جيدا يا محمد حتى من أجل أولادك و حكى محمد معه عن منى قال رضوان ليتها توافق أن تتزوجك حتى أنها متعلمة تساعد الأولاد فى دروسهم و قال له محمد أتركني حتى أفكر و بعد. يومين رنت منى على محمد تسأله عن موضوع العمل و اذا به يقول لها أريد مقابلتك فى شيء هام رحبت منى و اتفقا على المقابلة عند هند أختها و فى الميعاد ذهب محمد و تقابل مع هند و زوجها و منى و حكى لهم عن كل شيء و طلب يد منى و أخذت فترة حتى تفكر و بعد. التفكير وافقت و تم الزواج و جاءت منى لتعيش مع الاولاد و كانت تعاملهم بحنية و كأنها أمهم أما محمد كان يخرج فى الصباح ثم يعود متأخر أصبح لا يحمل هم للأولاد و مضى على زواجهم سنة كانت منى نعمه الزوجة و الأم لكن محمد كان يعيش مع منى جسد فقط لكن كل أحاسيسه مع من دخلت القبر ترى عزيزى القارئ هل تدوم الحياة بينهم أم ماذا هذا ما نعرفه فى حلقة الغد انتظروني
الكاتبة / هناء البحيرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق