السبت، 30 يوليو 2022

الكاتبة / هناء البحيرى

 همسات

الحب الكبير ( ٥ )
من يجب أن يبوح بحبه فى أول الأمر الفتاة أم الشاب؟ و هل إذا باحت الفتاة فى الأول يكون هذا جرح لكرامتها؟
و عندما كانت تقف رقيه أما صديقها الوحيد تحكي معه عن حبها الشديد و هو البحر حتى شعرت بقرب الحبيب و إذا بها تسمع صوته العذب و هو يقول رقيه ماذا جاء بكي إلى هنا و إلتفت و جرت نحوه بسرعة و بدون أن تشعر أمسكت يديه ثم أخذت تتحدث بلهفة و شوق قالت أنت من أحببته أنت حلم حياتي جئت لأتحدث مع البحر عنك أهديك نفسي و قلبي يا من تعيش الروح من أجله شوقي لك يزيد يوم بعد يوم أحبك و حبيب لي غيرك كانت تتحدث بسرعة فى الكلام حتى أنها لم تعطيه فرصة للرد و فجأة عادت لوعيها فوجدت نفسها تمسك يديه و عينيها فى عينيه و هنا شعرت بالخجل و نظرت أرضا ثم نزلت دموعها و تركت يديه فمد مصطفى يده ليمسح دموعها ثم قال كل هذا بداخك و أنا لم أشعر به قالت أنا أسفه تحدثت بدون ما أشعر قال لها لا بل هذا هو الشعور الحقيقي ثم قال لها كلامك هذا أسعدني أنا كنت مهموم و شعرت أني فى ضيق و برغم مروري على البحر كل يوم لكني لم أفكر فى أني أقف عليه إلا اليوم شعرت بأني أحتاج للراحة و فكرت أن أقف أمامه ربما تتحسن حالتي النفسية هذا من تدبير القدر جعلنا نتقابل حتى تبدأ بينا قصة ربما تكون قصة حب حقيقي و هنا ابتسمت رقيه ثم قالت و ما الذى كان يجعلك مهموم قال ياه حجات كتيره جداً أول حاجه مرض أمي فهي أصبحت لا تقدر على الحركة و أكثر الوقت يجب علي أن أراعيها ثاني حاجه دراستي فى الجامعة محتاجه لتركيز ثالث حاجه عملي فى السنتر متعب و شاق لكني أحتاج للمادة حتى أصرف على علاج أمي و نفسي هل تعلمي أني لا أنام أكثر من أربع ساعات كل يوم لم يكن عندي وقت للحب كنت أعيش و كأني آلة تعمل فقط ليل نهار لكن كلامك جعلني أشعر بأني انسان لديه شعور و احساس قالت له فى خجل خشيت أن أكون فرضت عليك نفسي لكن أقسم بالله أنا حكيت بدون شعور ابتسم فى وجهها ثم قال اعترافك بالحب لا يقلل من شأنك بل يزيدك احترام أمامي طفولتك و صفاء قلبك هم من جعلوني أقبل كلماتك و من هنا بدأت قصة حبهم و تعاهدا على أن لا يفرقهم أحد و أن يسعى كلن منهم لينهي دراسته حتى يتزوجوا بأسرع وقت و انتهى اللقاء لكن أصبح لكل منهم جسدين لكن الروح واحدة و دخلت السعادة قلب رقيه و ظلت تحلم بيوم يجمع الله بينهم و لا يفرقهم و انتهى العام الدراسي و نجحت رقيه بتفوق و دخلت الثانوية العامة و ظلت تذهب للسنتر بحجة الدرس لكن فى الحقيقة كانت تذهب لرؤية الروح و بعدما انتهى الترم الاول فى أولى ثانوي توفيت والدة مصطفى و ذهبت هويدا لواجب العزاء لأم ايمان و طلبت رقيه من أمها أن تذهب معها عند بيت مصطفى بحجة أنها تريد أن تعزي أم ايمان لكنها كانت تريد أن تكون بجوار مصطفى فهي كانت تخشى عليه من الحزن لكن هويدا رفضت و قالت هذا عزاء سيدات و مرت اجازة نصف العام و ذهبت رقيه للسنتر و تقابل الحبيبان و بعد انتهاء تلاقي عند من جمعهم أول مرة و هو البحر قالت رقيه كنت أود أن أكون بجوارك فى هذه المحنة لكن ماذا أفعل قال لها لا بل كنتي معي فى كل وقت عيناكي هى من تعطيني القوة على تحمل الصعاب ثم قال لها أنا لم أقدر على هذا البعد نتقابل بدون علم أحد ما رأيك هذه آخر سنة لي فى الجامعة بعد النجاح أذهب لطلب يدك من والدك حتى أراكي أمام الجميع و بدون قيود وافقت و ظلت تعد الأيام كانت تذاكر ليل نهار و كذلك مصطفى أما هويدا فكانت كلما ترى رقيه تكبر كان يزيد قلقها و فى بعض الأحيان كانت تعيد حديثها عن بيع الأرض فكانت تقول لصالح العيال بتكبر و المصاريف بتكتر و الدروس باهظة الثمن من أين نكفي و راتبك قليل و ماذا لو جاء عريس لرقيه من أين لنا بمصاريف الجهاز كل هذا و صالح على حاله لا تدخلي بيني و بين اخى و انتهى العام الدراسي و نجحت رقيه كما نجح مصطفى و تقابل عند الصديق الذى يجمعهم و قال مصطفى أنه يأتي بعد عشرة أيام ليطلب يدها من والدها كما قال لها فى خلا هذه الأيام يجتهد فى توضيب الشقة حتى إذا جاء والدها يجدها مناسبة لكي كما قال لها أنه أسعد رجل فى العالم و ظلوا يتحدثوا عن أحلامهم و عن مستقبلهم و قالت رقيه أنا أفكر فى أن بجانب دراستي أعمل معك فى السنتر أنت تعطي دروس لإعدادى و أنا أعطي دروس لابتدائي و نحن نساعد بعض حتى نبني بيت من الحب يظل دائم طول العمر و ظل يتحدثوا عن المستقبل كانت رقيه تتحدث لكن شيء بداخلها يجعلها قلقة لكن وجود والدها فى البيت يشعرها بالأمان و طلب منها أن تظل معه ثابتة على العهد و انتهى اللقاء و ظلت تنتظر العشر أيام يمروا و كانت فى كل ليلة تحلم بالحب الجميل لكن ما كان يعكر عليها حياتها هو ذالك الكابوس الذى كان يراودها من وقت لآخر حتى أنها كانت تخشى أن تنام فكانت تظل سهرانة فى انتظار طلوع النهار و بعد مرور سبع أيام قال مصطفى فى نفسه لابد أن أحكي أولاً مع أختي أم ايمان و بينما كان ذاهب إليها حتى وصل عند الباب و إذا بفاجعة لم تكن على بال أحد أوقفته حتى عن التفكير و الحركة و هى يكفي اليوم نكمل غدا انتظري
الكاتبة / هناء البحيرى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق