لا تنسوا ان تكبروا عندما نولد أطفالا ، بعضنا يكبر ويترك نزق الطفولة ويترك معها كل ما يجعله بريئا ويتعلم بالخبرة كيف يواجه عالما قاسيا لا يرحم. قد يتعلم القسوة بأبشع صورها ، أو قد يتعلم بعض القسوة، أو على الأقل يتعلم كيف يواجه قسوة الزمن والناس من حوله. ولكن التعساء منا من لا تغادرهم الطفولة ولا يغادرونها بل يقفون عند كل ما فيها من تفاصيل وينسون في ذروة انغماسهم في براءتها كيف يواجهون قسوة العالم من حولهم. يكبرون بلا قسوة فتكسرهم قسوة الدنيا ومن فيها. هذا كله لأنهم ظلوا يراوحون أماكنهم في مدارج الطفولة. لا زلوا يبكون بحرقة ودموع غزيرة على ابسط جرح ، لا زالوا يصرخون بما يعتمل في صدورهم دون رتوش ولا يهمهم خبث من يستمع إليهم ليصطادهم بصنارة كلماتهم. يكبرون وتعلقهم بامهاتهم هو نفسه ، وحزنهم لفقد آبائهم ندبة لا يمحوها الزمن ، ورؤيتهم لإخوتهم هي ذات الرؤيا التي جمعتهم يوما على كاس حليب أو فطور جماعي ناسين أو متناسين أن بعض الإخوة يكبرون أكثر مما ينبغي لهم ، يكبرون حد القسوة وهم لا زالوا يريدون حبا صافيا بلا عيوب وقلوب محبة بل حدود. يحاولون الدفاع عن أحلامهم بطرق مباحة ولا يتقنون اللعب على الحبال. من يبقى طفلا لن تتغير صفاته مهما جاهد في سبيل ذلك. ليس لعدم رغبته أو لعدم إحساسه بوجع القسوة ، ولكن لأنه ببساطة عاجز عن ذلك. إنها بكل صراحة إعاقة من نوع خاص جدا يبقى فيها الإنسان بقلب طفل رغم أن حجم القلب بين الضلوع قد كبُر ولكن العاطفة عجزت عن مجاراة الفيزيقا. وهؤلاء يا اصدقائي هم اتعس البشر ليس لسوئهم ، بل لأنهم في أماكن ليست لهم ومع أشخاص لا يشبهونهم. #بقلمي #إيمان_مرشد_حمّاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق