نقش على الرِّمال
كلثوم حويج ٠٠ سوريا 
سافرت في الخيال
حاملة أمتعتي كرحَّالة ٠٠
إلى الصحراء لحظة الغروب
حيث السَّماء تتلألأ بالنجوم
لتبدأ الحياة والأماني
أستنشق عطر الصفاء
نهر أغرق بين ضفتيه
في فضاء مطلق
بلا حدود
والكلُّ نيام
أتجول في رحمِ رملِها
تتوحد الألوان
وأرسم الأمل دروب
ووقع خطى وضحكة طروب
وطيف الغياب يقترب
سحابة تمطر
طائر يحلِّق في السَّماءِ
وورد يزهر ٠٠ على
ضفافِ مدينةٍ بيضاءٍ
بين الماء والهواء
أشجارها في الأفق تلوح
بين الضباب
ومعبد بين الغيوم
وكأنه سراب
رسمت البحر و الشروق
لا مانع من الاستجمامِ
والنُّزهة بين السهولِ
والتلالِ والجبالِ
لا مانع من وجبة فطور
في الحدائق
و بين المروج
مواسم حصاد تنبت
في جميع الفصول
سنابلًا وبنفسجًا
وأقحوانًا في أرض بور
عالم من النساء
والأطفال والرِّجال
مدينة صغيرة
منسقة الجسور
من خشب وحكايا
زمان عن عطر المودة
ببوح مقدَّس
عطرًا يفوح
وجوه بشتى الألوان
أرصفة وشوارع
وإشارات المرور
رسمت مدينة سكنية
معبَّقة بعرائش الياسمين
تلقي بظلالها على الجدران
لتعود الحياة ٠٠
لعمرانها ٠٠
لأسوارها ٠٠
أكره المجهول ! ٠
لنقشٍ يرقد على الرِّمالِ
في لحظة سكون
ببصمة جريج ! ٠
تذروه الرياح ! ٠
كلثوم حويج ٠٠سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق