( هكذا سأَبقَى )
قالَت ؛ أَتَبْقى حالِمَاً ياشاعِرِيْ؟
وَتَعِيشُ في غَابٍ بِقَلْبٍ طَاهِرِ؟
وَتَظُنُّ أَنَّ الحُبَّ مَوجُودٌ وَلا
تَرى ماجرى..؟ وَتَظَلُّ عَفَّ الخاطِرِ؟
ماتَبتَغِي وَهْمٌ ، فَدَعكَ مِنَ الرُّؤى
وَأَفِقْ لَعَلَّكَ تَنْتَمي لِلحاضِرِ
أُنْظُر ! حَوالَيكَ الوُحُوشُ طَلِيقَةٌ
بِالنَّابِ يَحيا النَّاسُ أَو بِأَظافِرِ
ماعادَتِ الأَشعارُ تَردَعُ طَامِعاً
أَو تَهدِي أَقْواماً بِغَيرِ ضَمائِرِ
جَشَعٌ طَغَى ، وَتَسابُقٌ لِمَغانِمٍ
وَغَدت صُروحُ الفَنِّ شِبهَ حَظائِرِ
فَأَجَبتُها ؛ سَأَظَلُّ أَشدو لِلهَوى
وَأَبُثُّ مابَينَ السُّطورِ مَشاعِرِيْ
لا تَيْأَسي .. هذا التَّرَدِّي كَبْوَةٌ
سَتَزولُ وَطأَتُهَا كَغَيْمٍ عابِرِ
العَصرُ أَحوَجَ مايَكونُ لِشاعِرٍ
يُحيِيْ القُلوبَ.. يُعِيدُها لِلغَابِرِ
أو واعِظٍ يَهدي إِلى الحَقِّ الوَرى
وَيَدُلُّ كُلَّ مُضَلَّلٍ أَو حَائِرِ
إِنْ يَهبِطِ الشُّعراءُ في أَفكارِهِمْ
أو يَغْدُ ذو الأَخْلاقِ نِدَّ الفاجِرِ
قولِي ؛ السَّلامُ على الرُّقِيِّ وَعَهْدِهِ
كَم أُمَّةٍ مَوتَى بِغَيْرِ مَقابِرِ !
شعر ؛ زياد الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق