■#أقلام فارغة:
#رواية.....الفصل: الرابع
المشهد :الاول
•لم تكن تلك الصرخات العابرة من الحناجر والحلقوم..إلا دليل قاطع يؤكد فعلا (ان الضمير قد مات وشيع جثمانه )في زمن تكالبت على أهلنا وشعبنا كل كلاب وجراء ووحوش العالم.......؟
وبرغم كل هذا وذاك مازالت العزائم شديدة والهمم لم ولن تفتر طالما هنا وهناك حرائر ينجبن ذكورااا واناث وتنبت في الأرض زهور الياسمين وشقائق النعمان ...إنها صرخة تلك الفتاة
(سلمى )التي التقيتها صدفة في الطريق وأثناء عودتي من مكان عملي في الجريدة.. والتي بحثت عنها كثيراااا وكثيرااا كيف لا وهي طالبة الثالث ثانوي هذه هي (سلمى )القلب النازف والجرح الصارخ في وجه كل (طاغية) انها أمل سحر الشرق التي تنثر أريج الياسمين حباااا وسلام،
لا أعلم كيف كانت مشاهدتي الأولى لتلك الفتاة بعد غياب زاد عن ستة أشهر، لقد وجدتها مثل الفراشة يداعب شعرها المجدول الهواء بانسياب ...إنها طيف ورمز للحب وعنوان للحرية،
توقفنا قليلااااا وتبادلنا التحية والسلام بشغف الوليد لحضن امه
تعانقنا والدمعة تبلل المآقي وكحل عينيها سال على وجنتيها راسما على وجهها المشرق كل المأسي والوجع والحزن والظلم والقهر، في تلك اللحظات بدأت ترمقني بنظراتها الثاقبة وتقول:
ابقى كما انت؟ كما تحب.. ولا تكن يوما كما يحبون... مشهدا احاطني من كل جوانبي وشدني إلى التمسك بهذه الكلمات الجميلة، وتابعت كلامها: ربما تكون تلك المشاهدات أراها وحدي ( خلل وأخطاء ترتكب في كل مكان والفساد ضرب اطنابه في كل المواقع وصولا إلى حياتنا اليومية والممارسات القذرة التي تفرض أحيانا علينا ...
تتحدث (سلمى) وانا انظر إلى عينيها في تفاصيل حركة أصابعها ويداها وهي مسهبة تتحدث تارة وتبكي واحياناااا تبكي وتبتسم ، مشينا كثيرا وكثيرااا في منطقة(كفر سوسة بدمشق ) حتى انني شعرت بالضياع وعدم معرفتي اين انا موجود الأن رغم خبرتي بتلك المنطقة مكان عملي في الجريدة المركزية ، إلا أن المشاهدات السوداوية وماتراه العين يجعلك ان تفقد البصر والبصيرة، خطوات مستعجلة خطوناها ربما نجد طريقا يوصلنا الي الشارع الرئيسي ، توقفنا برهة من الزمن واختلط حديثنا حول الكثير من الأشياء. في إحدى الشوارع البائسة التقينا عجوزاااا سألناه اين نحن ونريد المساعدة تبسم ذاك الرجل العجوز وقال الطريق أمامكم مسافة قصيرة تصبحون على أول شارع الاستيراد المقابل لإدارة مخابرات أمن الدولة.
شكرته وتمنيت له الصحة والعافية. انطلقنا في تلك الشوارع حيث كانت شبه خالية من السكان وكأن الناس في سبات والحركة قليلة لا تخلو من بعض البشر الذين يركضون هنا وهناك وكأن رؤوسهم مقطوعة أجساد تتحرك فقط .
• في إحدى المقاهي جلسنا بعد تعب شل حركتنا قليلا بالإضافة للمصادفات التي صادفناها في تلك الشوارع والتي نجينا منها بقدرة الله من هول الأحداث،
قالت: وهي تنظر وعيناها ممشوقة نحوي وكأنها تقرأ تفاصيل وجهي... هل انتهيت من كتابة روايتك وإلى اي مرحلة وصلت في تفاصيل قصصك التي تشعرني أحيانا انا بطلة هذه الرواية مع العلم تعددت أسماء أبطالها من البنات ولكن أشعر أن في ذاكرتك أسما واحداااا، وأنت يااستاذ تضع أسماء وهمية أليس كذلك؟
قلت لها نعم ومن المؤكد أن يكون ذلك ... واطمئني ياعزيزتي أنت بطلة روايتي وقصصي ولو تعددت الأسماء،
قالت: عندما نتزوج سوف أطلق على ابنتي اسم(ثورة ) وقفت منشدا لكلامها وقلت(ثورة )قالت نعم ...قلت لماذا وهل أحد في هذا الزمن يطلق اسم (ثورة)على إحدى بناته؟ تبسمت وقالت من أجل ان يعيش كل إنسان في نفس هذه الأيام رغم الجراح والقتل والدمار (ثورةيعني الحرية في اي وقت وفي اي زمان، ثم اردفت قائلة: طول بالك ياحبيبي فهناك أشياء جميلة تنتظرنا وربما القادم اجمل.، وقفت اتابع كلماتها الجميلة التي وقعت على قلبي بلطف واحاطته بكل اطياف الجمال .... وقالت: لاتشعر ولا تحس انك ضعيف بل أنت على العكس.... قلت وكيف ذلك.؟
..قالت: انا لست صغيرة وافهم كل شيئ ....اجبتها ماذا تفهمين وأنت تتكلمين ب اﻷلغاز...؟
قالت: انا أشعر بشيئ سوف يحصل وهذا الشيئ طبيعي جداااا...
قلت لها: ايوه؟ وكيف ؟
قالت: انظر حولك تجد كل شيئ يخدعك حتى (الوطن )اصبح مخادعاااا وكل مافيه غلط بغلط
حتى تجذر الفساد والقتل والسلب والقهر والجوع الم يكفي هذاااا أننا أصبحنا ومازلنا في زمن ضاعت به الشهامة والكرامة جراء مايحدث ويمارس علينا بطرق سندبادية جداااا ،
قلت لها اذا نحن في مكان الغلط
اقسم بالله لم افهم عليك(سلمى )
•تبسمت وقالت(ولو دكتور أنت الذي تفهم الأشياء من الإشارة )
جاوبتها...أنت ياحبيبتي تقولين الذي يحلو لك وتبتعدين عن الأشياء الجميلة ربما تفكيرك المحشو بالتراكمات يملي عليك بهذه الوسوسة ،
قالت: اذا كنت كما تظن (ومنك نتعلم دكتور ماشاء عليك أنت مدرسة من العلم والثقافة )
•قلت :اعذريني انستي المحترمة ربما تخونني ذاكرتي أحيانا جراء مااصابها من تراكمات تصبح وتبيت معنا وهي ملازمة لنا في كل الاوقات.
■ دمشق: #مقهى #الهافانا......
•قبل وصولي إلى هذا المقهى المشهور في العاصمة دمشق وبرفقتي(سلمى ) استوقفني أحدهم (طالبا مني ولاعة او عود ثقاب من أجل اشعال سيجارته )
امتثلت لطلبه بحب واحترام ،إلا أنه بادرني في الكلام قائلاااا: أنتم معشر الكتاب والإعلاميين لا تكتبون الحقيقة؟
قلت له: عفوا من أنت ياسيدي وهل تعرفني؟ قال: بلا اعرفك انتم دون كل البشر مميزون وانا انظر إليكم بأنكم فعلا مجانين وجنونكم ينصب على الورقة حتى اي مسؤول في وطني يخاف من جنونكم ،قلت له حقيقية أنت تتكلم الصدق ولكن الاتعلم بأن الكلمة أصبحت مقيدة والافواه ملجومة في زمن كثر فيه نعاق الحمير والمستحمرين (إلا تعلم أولاد الكلب يعطوننا اقلام فارغة من الحبر من أجل لانكتب ومن يكتب مصيره الإعتقال والسجن ، واضفت له مهما عملوا اقلامنا نملأها من دمائنا ونكتب كما نشاء ووقت مانشاء والشمس لاتختبئ بغربال،
قال لي احببتك هل تسمح لي ان ادعوك أنت وصديقتك نشرب القهوة سوياااا انا ادعوك وأرجو أن تتقبل هذه الدعوة ، قلت له لك ذلك ويسرني هذااااا،
في هافانا بالداخل وقبل الجلوس قال :هل كل مايحدث مكتوب من الله ام صنيعة البشر؟
قلت له: توكل على الله ياسيدي،
قاطعني وقال: دكتور سامي انا اعرفك حق المعرفة وأعلم لو يطلقون يدك وتكتب سوف تصنع المعجزات ،قلت له كيف تعرفني.. قال انا زميلك في الجريدة بقسم التصوير الفوتغرافي إلا أننا لم نلتقي ولكن كنت اشاهدك أحيانا في قسم الأخبار او في قسم التحقيقات،
قلت له على الرحب والسعة
وردااا على سؤالك ياسيدي ودون اي كتابة لا أسلم منهم فهم يتابعون حركاتي في كل مكان؟
واشرت له قائلااااا انظر إلى يمينك في تلك الزاوية جالسين يتابعون حركات شفاهنا ويترصدون أنفاسنا ربما تبرد قلوبهم ويجدون مايبحثون عنه موجود داخل عقلي... ثم قلت له هم يملكون كل شيئ فينا (إلا حرية التعبير وكل شيئ موجود في عقولنا لايملكونه ) مع العلم ياسيدي أنا أحب وطني أكثر منهم ووجع وطني هو وجعي وألمي...إلا أنهم لايدركون ماذا يعني الوطن...والأرض...والحرية.
قال: أعلم....أعلم...دكتور كلمني ورأسه أصبح تقريبا بين فخذيه،
قلت له مابك يااستاذ؟
قال: سررت بحديثك الجميل واعذرني لابد من الذهاب فالمكان أصبح مخيفا ومرعباااا؟
قلت له لك ذلك وغدا ربما نلتقي في الجريدة.
•( سلمى ) تلك الفتاة الجميلة الرائعة كان الخوف من المجهول والأسى يلفها احياناااا وهي تلوذ بالصمت طيلة فترة حواري مع ذاك الشخص وشعرت بالحزن قد طوى على صدرهاااا وألم يعشعش في حنينها ،
قلت لها نذهب من هناااا أجابت بكل سرور نعم.
• في ذاك المساء كانت ليلة قمراء وكانت الأضواء تختلط ببعضها بين نجوم السماء وياسمين دمشق المنثور على الشرفات مشاهد تصنع انطباعا رائعا في فتنته ورائحة الياسمين الممزوجة بعبير اللارنج الفواحة
وحبيبتي( سلمى )تلف يدها بذراعي وتغمرني كطفلة خائفة من فقدان ذاك الشعور الرائع؟
قلت لها : أنت خائفة؟
قالت: عندما اكون معك لا اخاف من اي شيئ ثم اردفت قائلة:انت غيرت كل حياتي ؟
قلت لها عن جد.....
قالت: نعم وأقسم لك؟
قلت لها : وأنت ايضااا نبضي وافكر بك كثيراااا؟
قالت: أصبحت أحب الأيام التي اسمع بها صوتك وضحكتك؟
قلت: عندما تكوني معي بماذا تشعري؟
قالت: أشعر بالسعادة واشعر أن الوقت معك يمشي مسرعاااا، واضافت: كيف أشرح لك ؟حتى وان لم تكن معي أحس فعلا بوجودك في كل مكان واحس ايضاااا أني (بحبك )؟
قلت لها: تحبيني؟ قالت: أحبك اكثر من روحي؟
قلت لها: هل تعلمي خلال هذه الفترة القصيرة التي تعرفنا بها على بعض (مشاعري تجاهك كثيرا تغيرت ) اي علاقتنا لم تعد علاقة صداقة بل تجاوزنا هذاااا
وأنت أصبحت كل حياتي والمطلوب منك ان تبقي معي لأنك أنت حياتي ، واوعدك أن اعوضك عن كل شيئ.
توقفت ثم تبسمت وقالت(احبك)
مرتين في الاولى(اعشقك )وفي الثانية(أنت أملي وحبيبي واعشقك.)
• امام جسر فكتوريا بدمشق ودعتني(سلمى ) على ان نلتقي غداااا ..... هاجس آخر ضرب عقلي وتناثر أمامي إلا هو الخوف من المجهول الذي نعيشه بشكل يومي جراء مايحدث في تلك العاصمة(دمشق ) خوف اوقعنا بين مطرقة (فرعون )وسندان هامان )
أفكار تلاحقنا من كل الاتجاهات
وتدفعنا للهروب من ذكريات جميلة إلى ذكرى مكتوبة بالدم سطرت ولصقت كلماتهاعلى جدار الصمت علها تجد شمس الحرية تشرق من جديد.
■ الإعلامي الروائي
الدكتور:
سامي السعود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق