الأربعاء، 6 يوليو 2022

الشاعرة الراقية: سهى زهرالدين

 (أحلام مسجونة )

حين قررت الروح أن تسافر ،،، حزمت حقائب فرحها وقررت الذهاب بنزهة ،، بدأت تبحث عن مصباح علاء الدين ظناً منها بأنه سيحقق لها كل أحلامها ؛ طافت المدن والساحات ،،، دخلت أعماق الغابات ،،، حتى وجدته أخيراً مرمياً داخل قبو لا روح فيه لا حياة ،،بتؤدة لامسته وأخذت تمسحه بلهفة واشتياق ،،، فجأة تناثر الضباب حتى أغشى عينيها؛ صمدت للحظات وترقبت صوتاً يحقق لها الأمنيات !!
فبدأت الصور تأخذها الى قصر قبته يعلوها ذهب يلامس الشمس بحياء.. وشلال تبر يتدفق عند سياجه يدعوها لتكون ملكته في هذه اللحظات ،،،
تبسمت الروح وأخذت ترفض هذا النبع الدافق بالعزة والجاه ،،،صرخت لا،،لا ،، لا
تعجب المصباح لرفضها !!! فعاد وأخذها إلى مناجم الماس حيث يسكن البريق لعله يخطف لها الأنفاس ،،،،فانتفضت للمرة الثانية وقالت ،،،لا،،لا،،،
غريب أمرك أيتها الروح ،،،ما يرضيك ؟ما يفرحك ؟
تبسمت قالت :أريد خيمة قصب تسكنها الريح بفرح ؛ حين يتكسر الموج عند أقدامها يغرد الموج يتعالى ليرتمي بين أحضان الصخور بمرح ،،،
أريد قطعة خبز مغمسة بأصابع خمس يفوح منها عطر الفصول فتسكن بين كفيها ألوان قوس قزح ،،،
أريد فنجان قهوة من حلاوة مراره تغيب الأنفاس ولا ترجع ،،،
أريد أن يعزف لي البحر سمفونية السلام الراحة والأمان ،،
أريد قلماً من الذهب الصافي ،،،وورقة بيضاء
ضحكت الأمنيات داخل المصباح ،،،،أيعقل كم هي مجنونة هذه الروح المتقدة كغروب الشمس في كل مساء ؟
ما هي لحظات ،،، صدح رنين هاتف ،،، فاستفاق الجسد من جديد وعادت الروح سجينة مقموعة حتى من تحقيق بقايا الأمنيات .
سهى زهرالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق