قصة الغرور
الجزء الثاني
ماكنت أنتظر اتصالاً منه
لكني كنت عادية في ردي
و استطعت تدارك الموقف
حاولت جدتي أخذ الهاتف من يدي ..
و أصرّت على الحديث معه
توقعت منها أي جنون
لقد طلبت منه الحضور لتناول طعام الإفطار من بعض معجناتها الساخنة
فجدتي امرأة قوية
وحكيمة في تصرفاتها
لكني أراها أحياناً كمراهقة
قلت لها كفىٰ جدتي
لكنها فاجئتني حين ردت ببرود وابتسامة
و قالت : بصوتٍ كله سعادة
"سنفرح بكما قريباً
قلت لها : أهنئكِ مسبقاً على
مخططاتك المذهلة
قالت : إنه رجل جيد ، وشاب في قمة الأخلاق رغم أنه وحيد امه
لكن عموماً متأكدةٌ أنه يحبكِ
قلت لها : أي جنون هذا من قال أنه يحبني
فقالت : اسمعيني عزيزتي
أنا عجوز صحيح لكن خبرتي بالحياة كبيرة أنت امرأة والنساء تفهم بعضها
إن مهدي أعرفه جيدا لقد تربى بحضني وعلى عيني أعرفه كما اعرف نفسي حفِظت كل تفاصيله أكثر من والدته
سأتركك تحللي ما أقول
و قبل أن تتخدي اي قرار أعلمك بأنه كنز وانه لايحب المرأة المتفتحة ولا الثرثارة
والفارغة...انه شديد الدقة
ويسمع صوتك الداخلي
من نبرات صوتك وملامحك
فلاتحاولي التمثيل سيكشف كل خباياك وعجرفتك
كل ما كانت تخبره لي عكر مزاجي ليس عادي.. وووو.... يحب الهدوء وقراءة الكتب.... يستطيع ان يقرأكِ.... من نبرة صوتك أو نظرة عينيك... و .. و ماذا؟
هل هناك المزيد من التوصيات
والآن سلام ... "
جدتي لقد خنقتني
وذهبت إلى والدتي لأستئذنها بالخروج
وأخبرتها أن جدتي مهووسة بمهدي وعليك أن تقنعيها أني لست مهتمة أبداً
حينها فقدت أمي صوابها و فاجئتني بتصرفاتها وردة فعلها
لقد أخرجت ملابساً لي من خزانتها وقالت : ستكوني أجمل عروسة احضرت لك كل ما يلزم
ذهلت مما أرى وأسمع
سأجعل الجميع يتحدث عنك
وعن حب مهدي لك
فأجهشت بالبكأء
فأتت إلي وضممتني لصدرها
قائلة : أتمنى أن أفعل هذا مع إخوتك أحبك ولا أريدك أن تضيعي في مدن الغرب !!
سنكون سعداء بوجودك هنا واستقرارك بأرض الوطن
صدقيني أن هذا قد يجعلني حافظت على هدية من هدايا الله ...
كنت صامتة طوال الوقت وضعت رأسي على صدرها و غزارة دمعي تبللها ..
طلبت مني أن اَأتحدث أن اقول أي شيء
لكني لم أرد شيء كنت فقط أريد أن أنام...
وعند السابعةِ صباحاً كنتُ قد نهضتُ نشيطة للذهاب إلى زيارة بعض الأماكن
فرأيتُ جدتي كعادتها ناهضةً قبلي بالمطبخ و رائحةُ المخبوزات تملأ البيت
دعتني للفطور
اخبرتها أني على عجلة من أمري ..
قالت دون مقدمات وكالعادة : هل فكرتِ بكلامي أنا ووالدتك ؟
أجبت : أشعر أني كنت أحلم وكل ما حدث كان وهماً ،
فقالت : ألم تغيري رأيك؟
قلت :بلا لقد غيرت رايي
أريد أن اكون خطيبة السيد مهدي
لاعليك سأكون
سأرتدي احلامكم سأتسلى
ماذا سأخسر
سأتعطر بعطر النفاق
سأتقن أدوار النفاق وأمثل أدوار العاشقة الولهانة
لأرضيك أنت ووالدتي
قالت : أخيرا عرفتِ قدر نفسك تستحقين رجلاً يقدركِ يا عزيزتي
ثم لا أعلم كيف بدأت بنوبةِ بكاءٍ حادة محدثة ضجة وكسرت شيء من الأثاث
لم تقل شيئاً سوى أنها تحبني كثيراً وأني لااعرف مصلحتي
أكدت قراري بتمثيل والنفاق ..
و لن أخيب جهود الجميع
التي بذلت ظناً منهم أنهم سيؤسسون عائلتي السعيدة متناسين أحلامي
التي لم أحققها بعد
و رددت : ( سأكون أكبر منافقة يعرفها التاريخ على قلب صادق لايستحق مني هذا )
حاولت تهدئتى ، أعطتني كوبَ ماء ثم شراب ساخن وطلبت مني أن أعدل عن فكرة الخروج وأن أغسل وجهي وأرتاح قليلاً
كنت ألمح على وجهها دمعة مسحتُ خلسةً
وقالت : لن تفهمي شيء الآن
يا صغيرتي ولا أحتمل أن أراك هكذا ...
رتبت شعري وارتديت حذائي
و فتحتُ باب البيت للخروج
وعند فتحي للباب وأنا ممسكة بالمقبض
نادتني جدتي
فالتفتُ إليها وقالت : مونيا لاتتهوري !
فأبعدتُ نظارتي الشمسية : ماذا جدتي؟
قلت لن اخدلكم وأنا أمسح عينيها كـــطفلة قائلة : لقد صممت على تمثيل كل الأدوار بجدارة ؟!
وسترين.....
يتبع
الاميرة مونيا بنيو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق