رحلة الحلم ...
الضرس مصطفى.
يغادر دون الرغبة في العودة ،
عاش بدون ماض و بدون مستقبل ،
يقوم بزيارة أراضي خيالية ،
في رحلة واحدة حول الأرض ،
حيث يسير على خطى الإنسانية ،
التي نسيت طقوسه الغامضة.
يستمتع بالأروقة القديمة ،
عند غروب الشمس
في المناطق المنسية ،
وحيدا ،
تحت سماء مرصعة بالنجوم ،
يسائل مصيره العابر .
تائها في ميناء ،
حيث القوارب نائمة
مرتبطة بحلقات المجهول ،
يبحث عن هذه الحرية
لتمنحه راحة البال من أجل النسيان ،
لكي يهزم هذا الجبل الأبيض المكثف ،
لكن كفنه لن يتسامح مع وجوده
الذي لا فائدة منه ،
يفكر في مضيق جبل طارق ،
و يستمع إلى موسيقى الفلامنكو
بإيقاعات سحرية .
ذكريات مختلطة من تجربته البعيدة ،
يريد أن ينسحب مثل عبء ثقيل ،
آثار حياته غزتها الصور السوداء ،
مما يجعله كائنا عابرا ،
غير مدرك بغرض رحلته ،
كان دائما يتساءل :
أين هي الكنوز الثمينة المدفونة
التي كانت ستقدم معنى أخرا لحياته ؟
كما كان يتساءل عن جمال العالم
في سر معناه الأعمق ،
السعي اللامتناهي للشعور بالهدوء
هو من أعطى سببا لعذابه ،
من رحلة الأحلام هذه ،
التي تركته وحيدا ،
في غرفته ، بلا حراك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق