أَشْرِعَةُ الوَجَع
بِيَدٍ مُبْتَلَّةٍ وَ بِقَلْبٍ حَلِيم
مَدَّ نَحْوَ الرِيحِ بِالحُلْمِ القَدِيم
دَقَّ بَابَ الشِعْرِ بِصَوَّانِ الرَحَى
هَلْ تُرَى يَلْقَى لَهُ عَلَى الحَرْفِ نَدِيم
صَاعِدٌ فِي الحُلْمِ لَا يَرُدُّ إِلَى الوَرَاء
مَا غَرَفْنَا إِذْ عَبَرْنَا وَ الكُلُّ سَلِيم
نَنْطِقُ الحَرْفَ وَ إِنْ لَامَسَهُ الهَوَى
فَرُبَّانُ سَفِينَتِنَا رَسُولٌ كَرِيم
يَتَمَدَّدُ جِذْعُ الحُرُوفِ إِلَى السَمَاء
وَ قَصِيدِي سَاجِدٌ يَسْتَجْدِي الرَحِيم
أَمْعَنَتْ لَيْلَى فِي حُرُوفِي فَلَمْ تَرَى
غَيْرَ أَمَلٍ هَارِبٍ وَ الوَجَعُ مُقِيم
يَا قُلَيْبًا عَرَبِيًّا أَرْهَقَهُ الشَقَاء
مَا بَحَثْتَ إِذْ بَحَثْتَ فِي دَهْرٍ سَقِيم
حُمْتُ حَوْلَ دِيَارِ لَيْلَى فَلَمْ أَرَاهَا
أَثَوْرَةٌ كَانَتْ أَمْ تَعَثَّرَتْ فِي خُطَاهَا
لَكَ اللَهُ يَا وَطَنِي الكَسِيحُ
اِخْلَعْ نَعْلَكَ وَ اِسْتَقْبِلْ شَقَاهَا
تَئِنُّ الأَرْضُ مِنْ فَرْطِ ضَيْمٍ
وَ تَسَّاقَطُ الشُهُبُ مِنْ سَمَاهَا
مُعَلَّقٌ بِجِذْعِ النَخْلَةِ فِلْسٌ
وَ الطِينُ تَحْتَهَا وَ مَا رَوَاهَا
أَلَا عَنْتَرَةُ أَغِثْنِي بِسَيْفٍ
أُقَطِّعُ بِهِ مَنْ دَاسَ رِدَاهَا
كَدَأْبِ أَهْلِ الكَهْفِ تَقْرِضُنَا ظُرُوفٌ
وَ كَلْبُنَا بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِمَاهَا
مَطَرٌ عَلَى شَفَةِ القَصِيدِ وَ الرِيقُ مُبْتَلُّ
حَادَتْ عَنِ السِرْبِ فَاِنْكَسَرَتْ عَصَاهَا
تَهَادَتْ وَ أَرْخَتْ جَنَاحَ فَرْحَتِهَا
وَ النَهْرُ مَدَّ فِي التَلِّ لِيَرْوِينَا
عَبَرْنَا وَادِ النَمْلِ لِخَاطِرِهَا
تَكَسَّرَتْ أَحْلَامُنَا و اغْتَالُوا مَوَاشِينَا
سَفِينَةُ نُوحٍ بالوَجَعِ مُشَرَّعَةٌ
لَا فُلْكَ إِلَّاهَا مِنَ الغَرَقِ يُنْجِينَا
لُغَةُ الضَادِ وَ السَجْعُ مَوْعِدُنَا
فَعَلُّوا مَقَامَ الحَرْفِ لِيَحْمِينَا
بَيَانٌ بِاِسْمِ الَلهِ أَكْتُبُهُ
لُغَتُنَا العَرَبِيَّةُ خَيْرُ مَا فِينَا
سِرَاجُ الحَرْفِ أَنَارَ فِي المَدَى
فَأَوْقِدْ شُمُوعَكَ قَصِيدًا يُنَادِينَا
عَلَى الكَلِمَاتِ نُقِيمُ بُرْجَ وِحْدَتِنَا
وَ فِي غَزَةَ نُصَلِّي الصُبْحَ مُطِيعِين
الهاشمي البلعزي
في
30/07/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق