السبت، 15 أكتوبر 2022

الكاتبة / هناء البحيرى

 همسات

أخ ( ٣ )
تمر الأيام بحلوها و مرها لكن لا تزال الذكرى الأليمة مرار على الدوام
و علمت تحيه بموت والدها و كان الألم شديد خاصة أنها لم تذهب لوداعه خشية بطش أخواتها و كان عبد الودود يحاول أن يعوضها بحنانه كما كانت تفعل هى الأخرى كانوا سند لبعض و كان ولدهم صلاح يملأ الدنيا عليهم و برغم عمل عبد الودود الشاق إلا أنه كان عندما يدخل البيت يشعر بالراحة و بعد مرور وقت طويل علمت تحيه أنها حامل و تمنى عبد الودود أن يكون المولود بنت حتى يسميها فاطمه على إسم أمه و بالفعل أنجب بنت و حمد الله على عطيته و مرت الأيام و الحال كما هو الحال و فى يوم كانت تحيه تجلس مع إحدى الجارات حتى قالت لها أن فى الحارة المجاورة قطعة أرض للبيع و صاحبها يحتاج للمال لذلك يبيعها بسعر رخيص و عندما جاء عبد الودود حكت له عن قطعة الأرض و قالت أنها تتمنى أن يكون لها بيت خاص بدل من هذه الشقة الصغيرة و خاصة أنها حامل فى طفلها الثالث قال لها عبد الودود و من أين نأتي بالنقود أنت تعلمي أن أجري بسيط و عملي غير منتظم مع المقاول قالت نبيع مصاغ أمي قال لها أعتقد أنه لا يكفي قالت نذهب لصاحب الأرض و نعرف منه كل شيء و بالفعل ذهبوا إليه و اتفق عبد الودود على شراء الأرض و أعطاه ثمن المصوغات و الباقي تعهد بدفعه على أقساط شهرية و كانت تحيه تدبر قسط الشهر بصعوبة و مرت الأيام و أنجبت تحيه ولدا و أصبح لديها ولدان و بنت و سمي الولد الأخير حسن و ظل عبد الودود يعمل فى البناء و حمل الرمل وقت طويل و فى يوم كان يعمل على سقالة على أحد الأسطح حتى حدث له حادث و وقع من أعلى العمارة و دخل المشفى و كانت حالته حرجة جداً و كان الحاج محمد يقف بجوار تحيه و أولادها و علم شيخ الجامع و أتى للزيارة و بعد أكثر من شهر خرج عبد الودود من المشفى لكن بعاهة فى قدميه حتى أنه أصبح يسير على عكاز و كانت تحيه تبكي و تقول فى نفسها كيف أدبر أمور حياتي بعد هذا الحادث و من أين تأتي للأولاد بطلباتهم و خاصة أنهم فى التعليم لكن كان الله عون لها جعل الحاج محمد يقف معها حيث جهز فرش مملوء بالفاكهة فى قطعة الأرض التي يملكها عبد الودود و قال له هذا عملك الجديد و فعلا كان هذا هو العمل المناسب لكن هذا لا يكفي كانت تحيه تدبر كل شيء أما صلاح قرر أن يكتفي بالشهادة الاعداديه حتى يخرج للعمل و كان صلاح يقف بجوار والده فى الفرش ليساعده بعض الشيء أما حسن و فاطمه كانوا فى التعليم و مع مرور الوقت أصبح صلاح محبوب من جميع الزبائن و عندما جاء ميعاد التجنيد قدم أوراق بحالة والده الصحية و أعفي منه و هنا كان أحد الزبائن يساعده حيث بحث له عن عمل خارج البلاد وافق صلاح لكن تحيه كانت تقول له من يقف بجوار والدك فى الفرش قال صلاح فليتعب الجميع قليل حتى نرتاح بعد ذلك و قال صلاح حسن يقف مع أبي عندما يأتي من المدرسة و سافر صلاح على أمل هذا لكن ما حدث كان غير ذلك لأن حسن بطبعه متكبر كان يستحي أن يقف على الفرش و كان أناني لا يفكر إلا فى نفسه و بدأت تشعر تحيه بطبعه المشين حيث كان يتهرب من الجلوس على الفرش كما أنه إذا جلس مع أبيه لا يعجبه حديثه و كان دائم الشجار مع أخته فاطمه و قررت تحيه أن تجلس هى فى الفرش مع عبد الودود و بعد مرور عدة أشهر أصبح صلاح يعمل و يأخذ أجر عالي و كان يبعث النقود كلها و لم يترك له إلا القليل حتى يعيش به و كان يبعث النقود باسم أخيه حسن و طلب منه أن يعطي النقود لوالده أول بأول و كان يتصل كل فترة ليطمئن عليهم كما كان يبعث لفاطمه بعض من جهازها أما تحيه كانت تصلي و تدعوا له و مرة الأيام و التحق صلاح بعمل إضافي و بدأ الحال يتحسن حتى طلب من والده أن يفكر فى عمل شيء هام ترى عزيزى القارئ ما هو هذا الطلب هذا ما نعرفه غدا انتظروني
الكاتبة / هناء البحيرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق