( فَوقَ المِياه )
شَيٌَدَت كوخَها فَوقَ المِياهِ ... وبه تَفخَرُ
بُحَيرَةُُ بَينَ الجِبال ... بالجَمالِ تَزخَرُ
أحيا لِوَحدي حُرٌَةً في عيشَتي ....
وحُرٌَةً حينَما أُفَكٌِرُ
لَن أغدِقَ المَدائِحَ لِبَعضِهِم تَزَلٌُفاً ...
أو أرضَخَ مِثلَما تَرضَخُ البَهائِمُ
فأنا خُلِقتُ كَي أُحَلٌِقَ بالخَيال ... ولِلرُقِيٌِ أُبحِرُ
لأُفقِنا ذاك البعيد ... حَيثُ الرَبيعُ يُزهِرُ
لا طامِعُُ يَظلُمُ ... أو خانِعٍ في ذله يُؤمَرُ
هذي الحَياةُ كُلٌٌنا في قَيدِها بَشَرُ
بأيٌِ حَقٌٍ بَعضَنا بِقوتِنا يَستَأثِرُ ؟
**************************
وجَدتها في السوق ... لِلطَريقِ تَعبُرُ
سألتها ... أما لَديكِ فارِسُُ غَضَنفَرُ ؟
قالَت ... يا فَتى ... ما ذلِكَ التَطَفٌُلُ ؟
أجَبتها ... مُجَرٌَدُ تَساؤلٍ أبيَضٍ ... هل يُزعِجُ التساؤلُ ؟
في خاطِري توارَدَت تِلكُمُ الفِكَرُ ... فَهَل تَريني أكفُرُ ؟
قالَت لِمَ أرتَبِط بِفارِسٍ لِعيشَتي يُكَدٌِرُ ؟
قُلتُ في خاطِري ... يا وَيحَها كَيفَ مِن دونِ بَعلٍ تَصبُرُ ؟
أما لَها مَشاعِرُُ ؟ ... أم عَلٌَهُ قَلبها قد مَسٌَهُ التَحَجٌُرُ ؟
هَل تَظُنٌُ أنٌَني مُجَرٌَدُ غِرٌِِ أتييهُ في الحَياة ؟ ... ام أنٌَني قاصِرُ ؟
أغادَةُُ ... وتُهمِلُ نَفسَها ... يا وَيحَها حينما لِعُمرِها تَهدُرُ ؟
قالَت بِما تُتَمتِمُ يا فَتى ؟ ... و لا أراكَ تَجهَرُ ؟
أجَبتُها ... أرى الطِباعَ صَعبَةُُ ... والطَبعُ يا غادَثي لِلنِسوَةِ يأمُرُ
قالَت ... وما الغَرابَةُ يا فَتى ؟ أم أراكَ إنٌَما تُثَرثِرُ ؟
أجَبتها غاضِباً ... أتَحسَبينَ الجَمالَ في العزلَةِ يُثمِرُ ؟ !!!
أم تَحسَبي أن الجَمالَ يَستَمِرٌُ زاهِياََ ... لا يَنقُصُ أو يُهدَرُ ؟
وإن يكن جَمالُكِ كالبَدرِ في أُفقِهِ ... من بَعدِ حينٍ يُحسَرُ ؟
في غَدٍ ... يَزولُ يا حُلوَتي أو يُقفِرُ
تبقينَ في كوخِكِ وحيدَةً فَوقَ المِياه ... مِن حَولِكِ تَهدُرُ
لا أنيسَ لَكِ ولا جَليسَ ... أو إبنَةُُ في شأنك تَنظُرُ
لا يَنفَعُ ( التَرَهٌُبُ ) في الحَياة فَكُلٌُنا بَشَرُ
أطرَقَت ... في أمرِها تُفَكٌِرُ
وبَعدَ بُرهَةٍ رَفَعَت رَأسَها ... والوَجهُ مِنها أصفَرُ
قالَت ... من أنتَ أيٌُها الفَتى ؟
هَل صُدفَةً إلى المكان تَحضُرُ ؟
أجَبتها ... رُبٌَما قَد ساقَني يا غادتي القَدَرُ ... ؟
قالَت ... وهَل تكون فارِسي ... قَد جِئتَني تَأمُرُ ؟
أجَبتها ... عذراً لَكِ ... لِلٌَهِ أستَغفِِرُ
بَل أنا رَجُلُُ مِنَ الرِجالِ يَعبُرُ
أطرَقَت مُجَدٌَداً كَأنٌَما الكَلِمات في رَأسِها تَحفًرُ
قالَت وهَل ... تملك بَيتاً أم أنك لِكوخِكَ تستأجر ؟
أجبتها بل أملك ... فشاقها من فورها التحاور
قُلتُ في خاطِري يا وَيحَهُ اللٌِسانُ كيفَ لِلغادَةِ يَسحُرُ
تَبَسٌَمَت ... وأسبَلَت ليَ الجُفون ...
وكوخها كالزَورَقِ لَم يَزَل يَمخُرُ
في مَنزِلي أسلَمَت قِيادَها ... واستأنست ... لمهجتي بالحنان تغمر
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق