الاثنين، 14 نوفمبر 2022

الشاعر : محمد المطاوع / تونس

 

ظَلمتْهُ

ظلَمتْهُ ربّة الجفن النّظير
كان عبئا لم يطقه من نذير
أصلح الله الظّنون و النّوايا
و هَدى للخير أضغاث الضّمير
كم قلوب سكن الحبّ حماها
و بشكٍّ خاب في السّكنى المصير
أصبحت أطلالَ وكرًا للأفاعي
و الأفاعي سمّها جدّا خطير
ظلمته بعد توظيف الرّؤى
في متاهات أراجيف النّكير
حمّلته الذّنب في ظلّ سراب
و العلامات إلى الطّهر تشير
سيمرّ اللّيل مهما يتأنّى
و يطلّ الصّبح ذو الخدّ المنير
و تذبّ الشّمس عن ثغر الضّحى
ذبذبات الغيم في مجرى الأثير
ظلمته فجّرت دمع المآقي
مزّقت قلبا من الحزن كسير
صادقا كان و لا زال نقيّا
و سيبقى الصّدق في العمق كبير
لن يجيب الصّمت بالصّمت و لن
يتبنّى الصّمت كالطّفل الصّغير
هل أتيت الرّوض يوما باٌنتباه
و سمعت الطّير هل جئت الغدير ؟
هل تربّعت على صخر قريب
من ضفاف النّهر تابعت الخرير ؟
لو تمعّنت لأدركت الجمال
و فهمت المحتوى فهما شهير
كلّها تمشي على نفس الخطى
في رحاب الشّوق و الحبُّ أمير
لو تخلّى الحبّ عنها ذات يوم
لتخلّى الورد عن كون العبير.
محمد المطاوع تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق