الثلاثاء، 6 ديسمبر 2022

المحامي عبد الكريم الصوفي / اللاذقية ..... سورية

 (( يا بَيتَها ))


حينَما شاهَدَ الغادَةَ بِشالِها المُوِرَّدِ

وكانُ في الرَوضِ شارِداََ يَجلِسُ في المِقعَدِ

وَقَفُ مَذهولاً بِها ... يَمسُكُ قَلبَهُ باليَدِ

يَقولُ في سِرٌِهِ ... كَيفَ الجَمالُ على القُلوبِ يَعتَدي ؟

سَهمانِ مِن لَحظِها ... في لَمحَةٍ

قَد سَدَّدَتهُما إلى الكَبِدِ

فَطارَ مِنهُ الصوابُ ... وَيحَهُ مَن لَهُ يُنجِدِ ؟

يَقولُ ما هكذا الجَمالُ في خَلَدي ؟

هذا الجَمالُُ فائِضُُ ... في كُلٌِ ثانِيَةٍ أُشاهِدُ حُسنَها يَزدَدِ

َهل يُجَمٌِلُها ( فُستانُها ) يا ترى ؟ أم أنٌَها هِيَ الَّتي ؟

يَقولُ في نَفسِهِ ... هذا الجَمالُ مُعَتٌَقُُ سَرمَدي

قَد زادَهُ ( فُستانَها ) في لَونِهِ المُوَرَّدِ

لو تَرتَديهِ غَيرها ... مِن دافِعِ الغيرَةِ ولَها تُقَلٌِدِ

هَل تَنافِسَها في الجَمال يا تُرى ؟

أم ذلِكَ ( الفُستان ) يَصرُخُ ما هكَذا عَهِدتُهُ جَسَدي ؟

ويَستَغيثُ ( القِماشُ ) قائِلاً ... قَد فاضَ بي يا خالِقي نَكَدي

لا والَّذي خَلَقَ الجَمالَ لِلعِبادِ يُسعِدِ

ما مِثلها بينَ الأصائِلِ مَهرَةََ ... فَكَيفَ لا تُحسَدِ ؟

سارَ الفَتى في إثرِها فاقِدَ الصَوابِ والجَلَدِ

يَقولُ في نَفسِهِ ... كَيفَ أصبو لَها ؟

وأطمَحُ في وِدٌِها ... يا بِئسَهُ تَرَدٌُدي

وَصَلَت لَبَيتَها ... مُكَلَّلاً بالزُهور ... في لَونِهِ الزُمُرٌُدِ

والرياحينُ حَولَهُ كالسِوار في المِعصَمِ المُجَرٌَدِ

تَلَفٌَتَتِ الغادَةُ نَحوَهُ والبَسمَةُ في ثَغرِها كَأنٌَها لِوِدٌِهِ تَشهَدِ

هَتَفَ الفارِسُ يُنشِدُ ... بيتَها مِن يَومِنا قَد غَدا معبَدي

المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق