الخميس، 9 فبراير 2023

رحم من حجر... (إلى السوريين.. المعذبون في الأرض) الشاعرة : آمال زكريا /الجزائر

 رحم من حجر...


(إلى السوريين.. المعذبون في الأرض)

آمال زكريا /الجزائر

أواه يا فلذة رماها الصقيع
يا وليد النكبات
يا الآتي من رحم الأرض الباردة
عاريا..
تاركاً أمه بين الأسمنت والحديد
يا غضب السماء
على هذا الشعب الجميل
يا غضب الأرض
على هذه الحقول من الياسمين
أما رأيت يا الله سوى هذا الشعب الشريد؟
أما رأيته كيف يهرول كل يوم من أجل الرغيف؟
يا أمهات سوريا الجميلات
المشرقات
كفناجين القهوة الأنيقات
لست قريبة كي اضمكم
لست أملك سوى دمعي والعويل
أيها النازفون في دروب الرحيل
أيها الطاعنون بعشق الشام
من دجلة إلى بردى
إلى الشاطئ الفسيح
تشاء الأقدار
أن ترميكم بحجارة الركام
أن تكون قبوركم أنقاض بيوتكم
يا للحزن العميق
وتولد الطفولة مخضبة بالغبار
طافحة بالوجع النبيل
والأمهات حافيات على دروب الرحيل
قلبي يئن من هول المصاب الأليم
يا ويح قلبي
كيف تقطع الحبل السري
بسكين الوجع
بحجر بارد
في متاهة الفوضى
خبئ دمعك
في صمت الوجع
كم كانت تنتظرك
وأي أسم كانت سترميك به
وكم من أثواب جميلة
هيئت لك..
آواه يا ويح قلبي
أين زغاريد الولادة
أين قماطه الأنيق؟
أين مهده؟
ومن ذا سيهز أحلام هذا الفتى الشريد
يا طفل سوريا الوليد
ستبكي كثيرا..
ستكبر يا بني
ستصرخ أين بيتنا
اين أمي؟
سيقال انك من عمر النكبة
انك ابن الزلزال العظيم
وسيذكر القوم اليوم العصيب
فأيام السوريين شقاء
لا امل يلوح في المدى
لا يد تمسح على الجرح
لو كان لي أمر
لو كان لي هدهد سليمان
يرفع الأنقاض مع الجان
يوقد للأطفال
وللنساء
غابة من حطب
فالدفء في الشام معدوم
والخبز
و الماء
والحياة...
بعدما كانت درة الدنيا
وشامة الأرض
والأوطان..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق