هنا انا..
هنا أنا اناديكم..
في جوف الزلزال
في بطن أمي..
أداعب الانقاض بهمسات و صرخات
و يبكي لحالي حجارتي و..
هوائي و نجماتي..
وتتنهد شهقاتي لمصابي..
و لعويل و سكرات الامهات
و يهدأ من روعي...
كل إخوتي و أخوات..
القابعين مثلي تحت الانقاض
الاحياء منهم و الأموات..
و يقولون لي حبيبي.
هون عليك و اصبر..
لأن ليس لنا سوى رب العباد..
لا تنادي فليس بين البشر
من يلبي نداءك يا وداد
كونك لست منهم ملاكي
و في اوردتك دماء تجري
هي من جينات أباء و أجداد
لا تنادي و من تنادي فهم..
ليسوا سوى حفنة من الأحقاد
يحملونها في دمائهم هؤلاء الرعاة..
من يدعون بأنهم دعاة السلام
و الآمن و حقوق الطفولة و الأمهات
و لكن اين هم من تلك الشعارات
لا تنادي يا بني يا عمر الورود
يا ملاكا من ملائكة الجنة انت...
و هم عبدة المال و تجار السلاح و المخدرات
لا بل انهم اعداء البشرية جمعاء
بزرعهم الوان من الدمار و الإلحاد
و ذلك بما ينشرونه من خراب و فساد
لا تنادي لا تنادي...
لن يسمعك سوى الملائكة..
كونهم حولك بالمرصاد
يا اعز الناس من بين العباد
لا تخف منهم كونهم منابع...
الخير و النجاة و الإسعاد
وحدهم يلبون ندءا للمنادي
و يخلصهم من براثن الجلاد
هيا تعالوا و فجروا ميلادي
الذي ينسجه هذا القدر المروع
كبلوا تلك الابنية التي تسترح
على خارطة جسمي الضعيف
و تفتح في شريان الجريح
آلاف القصص لذاك الزلزال الغدار
الذي دمر الحياة بالوانها و الدار
و هدم المأذن و الكنائس يا جار
فاين هم الآن و اين أهل الديار
في عفرين و جنديرس و ديار بكر
و اين اهل حلب و ادلب و عينتاب
و اين الإنسانية والسلام يااحباب
اوليس من الإجرام ترك وحدي...
انا الملاك تحت الحديد ز الانقاض
فعار عليكم ان نطقتم بالإنسانية
و انتم لستم من اهلها..
و هيا بددوا الغشاوة عن اعيونكم
و سارعوا في مساعدة أخيكم الإنسان
و سطروا للمحبة بمداد السلام
و اقتلوا الوحوش التي تسكن اروحكم
و انقذوا من تبقى منا على قيد الحياة
و ازرعوا الامل فينا من جديد
انا هنا.. انا هنا اكيد...
انا انسان... يا انسان...
انا هنا... انا هنا...
بقلم الشاعر كاوا فارس (CanKawa
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق