السبت، 11 مارس 2023

(أنا عطر بين يديك) ناريمان معتوق/لبنان

 أنا عطر بين يديك/ناريمان معتوق

توقف الزمن في حضرتك سيدي
وها أنا لم أعد أعرف غير وجهك، ملامحك
غير حكاياتي معك
من خلف الشمس أتيت كي تسكنني
وحكاياتي لا تنسى هنا وجع الروح
وأنت المقيم دائماً فيّ وحولي ومعي
وعلى أحضان اللهفة أتيتك مسرعة
أقبل أعتابك علّك ترضى
أحمل همي وحزني وبقايا ورود
قطفتها من حديقة قلبي
حملت همومي وتوجهت نحوك
حملت آلامي وتشرنقت كما الحكايات
لوحة رسمتها وضعت فيها ورودك
وشممت فيها عطرك سيدي
كل يوم وجع من نوع آخر
وحكايات في سكون الليل
مدججة أنا بالحروب مع الذات
تهبّ كعاصفة وإعصار كريح كربلاء الطف
وأنا هنا ما زلت أنتظر أن تأتي
من خلف الشمس
تحمل لي بعض الحكايات وأنا أنتظر
هنا كل شي تغير
حتى البشر تغيرت معادنهم
وأنا أنتظر كل يوم ريحك كشوق يعقوب
ومن فجرك لأنتشي السعادة والفرح
أشتم عطر أنفاسك وأبتسم
وأنت كل يوم تولج فيّ الشوق
تغريني ملامحك
وجهك
ابتسامتك
ونوع آخر من العتب عليّ
أو على ماذا تعتب؟
على حبي الكبير لك!!!!
أم على أشواقي التي حكتها في ليل الوجع والانتظار
ومن أنامل الليل المنسيّ
هنا سيدي كل شيء تغيّر
فالطيبة لم تعد كما كانت
فمشاعر البشر تاهت لم تعد صادقة
وحتى طريق الصدق في القول
الصدق في التعامل
والأحاديث الفارغة
في عصر التكنولوجيا وكآداة لم تستعمل كما يجب
وأنا الراغبة في العلم قضيتي وطن
وحلمي كسماء وأرض
تاريخي حافل بالحكايات وكما البارود والنار
وأنت قاب قوسين أو أدنى من أيامي
تفتش عني هنا وهناك
تريد أن ترجعني إلى هناك لأعتاب مدينتي الفاضلة
فرشت لي الأرض وروداً وغاراً وزيتوناً
وزينت لي السماء قناديلاً وأحلاماً موردةً
وأنا عطر كفيك يكفيني
ألم تقل لي يوماً
أوكلت لي بعض المهام هنا وقضية الوطن
دعني أخطو نحوك خطواتي الأولى سيدي
وأنت انظر إليّ من بعيد وابتسم لي
وهذا فقط يكفيني....
وأنت تشبعني من الكرامة والعزة والإباء
ما يكفي لبلاد الإنس والجن
ما يكفي شموخ أنثى
متمردة،
ثائرة،
استثنائية،
مدججة بالحروف والكلمات
وكمحارب في ليلك الأسود
تصرخ من أجلك وتلبي النداء
ولو كنت على بساط الريح آتيك
زحفاً،
براً،
بحراً،
جواً،
تسقيني من طهر يديك شربة ماء عندما تظمأ روحي
سيدي متى يحين موعد اللقاء....
(أنا عطر بين يديك)
ناريمان معتوق/لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق