الأحد، 5 مارس 2023

الشاعر:عبد الصاحب الأميري

 ليتني كنت أمثل

عبد الصاحب الأميري
*********
صمت رهيب يلفّني،،
يخيفني
لا صوت أسمع،، سوى صدى صوتي
لا طرق أسمع،،، سوى طرقات قلبي
صفير الحارس الليلي،،،،
عواء الكلاب،،
ومن يتأمر ضدي،، يخطط لأ خذ دوري
حين أضع أقدامي على المنصة،،، أنسى نفسي من أكون
حين أغير الماكياج،، لست سوى صاحب الوجه الجديد
حين أرتدي ثياب التمثيل،،، أكون غيري
حين يرفع الستار ،
حين يصفق الجمهور
أصدق حالي
سبعة عقود،،، عمري،،،
غطى الشيب مفرقي
عجز بصري،،، لا أرى،،
إلا ما يراه عقلي
ثقل سمعي،، لا أسمع
سوى همهمة،، من ماضي بعيد،،، صوت أبي العجوز
أمي حين تنصحني
بدأت أستعيد الماضي كل ليلة،، كتاباََ مصوراََ،،،
هذا كلّ ما بقى من عمري
لا شيء فيه سوى صوراََ،، أكل عليها الدهر وشرب،،،
لا أدري متى أتى العمر ،،؟
متى رحل،،،؟
حوار الصور ،،
ما يستعيده عقلي،،، أضعه على الصور
صور عدة،،، تعد بأصابع اليد
كلً ما بقى من عقود العمر
أبي حين كان يضغط بحنان على يدي،
يقرأ لي اشعاراََ طوال الطريق لمتجره،،
يمسح على رأسي
أمي يوم حملتني،، على صدرها،،، من الموت خطفتني ،، حين الموت هددني
حافية القدمين، تريد (طي الأرض)
تسابق الموت كي لا يأخذني،،،
فرحتها
حين الطبيب،،، ايقظني
أهذا،،، هو العمر،،،
وأنا لا أدري
ليت،، ما مضى،،، كان من العرض
ليتني كنت على المسرح أمثل،،
دوري
ليت العمر لم يمض،،
ليت،،، ما أراه،،،
ما أسمعه ،،
هو نص مكتوب
هو وهم،،،
خلق على المسرح ليمثل
حين يسدل الستار،،،
أخلع قناعي ،،
أضع يدي بيد أبي
يضغط بحنان عليها
يقرأ لي اشعاراََ طوال الطريق لمتجره،،،
ياليتني كنت أمثل
عبد الصاحب الأميري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق