الثلاثاء، 7 مارس 2023

أسأنا للجدودِ الأوّلينا..الشاعر: محمد الدبلي الفاطمي

 أسأنا للجدودِ الأوّلينا

ألا فاكتبْ أيا قلمي البيانا***فَحِبْـــــــــــــــرُكَ قدْ تَدفّقَ مـنْ رؤانا
ونونُك في السّطورِ أتى بِوَحْيٍ***أنارَ الفكرَ واكْتــــــــسَحَ المكانا
شَقَقْتَ الصّخْرَ بالتّنقيبِ بَحْثاً***وَجُبْتَ البحْرَ مُكْتــــــــــــشِفاً قِوانا
وربّي علّمَ الإنســـــانَ ما لمْ***يَكُنْ يعلــــــــــــــــــمْ وعلّمَهُ البيانا
فأنْتَ النّورُ ياقلمي وحَرْفي***ونَظْـــــــــــــــمُكَ قدْ أعادَ لنا الزّمانا
////
أتى العصرُ المُحنّطُ بالوباءِ***كأنّهُ في الرّبيـــــــــــــعِ منَ الشّتاءِ
سيكتسِحُ الشّوارعَ كلُّ أهْلي***لنُصرَةِ حقّـــــــــــــهِمْ عَقِبَ النّداء
أرادوا العيشَ في وطنٍ أمين***يفكّرُ في الرّجالِ وفي النّــــــــساءِ
ويحْمي الشّعْبَ منْ مَضَضِ اللّيالي***بِعَدلٍ في الأنامِ بـلا ازْدِراءِ
وأمّا الظّلــــــمُ في بلدي فعارٌ***لأنّه قَدْ يجرُّ إلى البــــــــــــــــلاءِ
////
بِحُرّيةِ العقولِ نَرى النّهارا***فنُبــــــدعُ في الحـــــياةِ لنا ابْــــتكارا
ألمْ ترَ أنّ غرْسَ العلْمِ ينْمو***فنَجْــــــني من فَواكِـــــههِ الثّـــمارا
تُطوِّعُهُ الشّعوبُ متى أرادتْ***فتُنــــــجِبُ في ثَقافتِنــا الكـــــبارا
وأمّا إنْ تخلّفَ ركْبُ أهْلي***سنَقْـــــطِـــــــفُ حيـــــنــها ذُلاًّ وعارا
إذا الشّعْبُ الأبيُّ أرادَ يوماً***سعى بالجِدِّ فاخْـــــــترقَ الحــــصارا
////
أتى الإبداعُ في وجْهِ الصّباحِ***بنورٍ في الوجــــــودِ من الفــــــلاحِ
فَغرّدتِ الطّيورُ بهِ ابْتــهاجاً***وزغْردتِ العــــــذارى في البـــطاحِ
وهَبَّ الخلْقُ فانتشروا جميعاً***لجَنْيِ الرّزقِ من شجَرِ النّــــــــجاحِ
تجدّدَتِ الحـــــــياةُ بُعَيْدَ ليْلٍ***أراحَ النّاسَ منْ تَعـــــبِ الكفــــــاحِ
وجاءَ الفجْرُ مُنْشرِحاً مُنيراً***فأحْيا الكــــــونَ منْ رَحِمِ الصّبـــــاحِ
////
كلامُ النّاسِ أجْودُهُ الصّحيحُ***وقولُ القــــــومِ أعْذبهُ الفــــــــصيحُ
تُعلّمنا الفصاحةُ منْ لســــانٍ***بياناً في الحديث هوَ المــــــــــــليحُ
وسحْرُ القولِ في المبْنى جميلٌ***وسوءُ القوْلِ يمْدحُهُ القبـــــــــيحُ
وما الإفْصاحُ في التّعبـــــــيرِ إلاّ***لسانٌ فــــــي قراءتهِ مُــــــريحُ
فعلّمْ ما استطــعْتَ بلا حدودٍ***لعلّكَ في التّقاعُدِ تســـــــــــــــتريحُ
////
أرى التّعلــيم في وطني ظلاما***وقد فقد التّوجّـــــــــه والنّـــظاما
يعلّمُ نسْـــــــــلنا لغواً عقيماً***ومن زرعَ القُشورَ جَنى اللّئــــــــاما
أليس اللّغوُ في التّدريسِ عيْباً؟***وكيفَ سنهتدي هدياً ســــــلاما؟
لعبنا بالأمانة فانحــــــــــططْنا***ونامَ النّاسُ فانْبطــــحوا تمـــــــاما
وحوّل لغوُنا الإفـــــــصاحَ عاراً***كأنّ اللّــغوَ قد أضحى كــــــلاما
////
أسأنا للجـــــــــــدود الأوّلينا***فصرنا من كبــــــار الجاهـــــــــــلينا
لعبنا باللّســــــان فصار لغوا***وهبّ الجــــــــهل فانتزع المبـــــينا
ومن لغة الكتاب أضاع أهلي***بيانا من كنوز العـــــــــــــــارفيــــنا
سقطنا في الحضيض ولست أدري***متى الأيّام تلغي اللّـــغو فينا؟
فيا أهل الفصاحة في بلادي***أعدّوا النّسل واتّبعوا الأمـــــــــــــينا
////
سنعلم حين ينقشع الغبار***بأنّ اللّــــــغو أبدعه الحــــــــــــــــــمار
تقهقرت البلاغة في لساني***وفي التّدريس حلّ بنا البـــــــــــــوار
رجعنا في الحياة إلى خمول***بفعل العجز فانهـــــــــــــدم الجــدار
نخادع بعضنا في كلّ شيئ***ونزعــــــــم أنّنا نحـــن الكبــــــــار
وقد سقط القناع بكلّ قطر***وتحت المـــــــــــوج قد غرق الصّغار
////
بحبّك للمعارف تســــــــــتفيد***فتســــــعد حين يغــــمرك الجديد
وتشعر أنّ كسب العلم نور***وأنّ الجــــــــــــــــهل يركبه البــليد
تخلّفت العقول عن المعالي***وساء الحال فاختـــــــــــــنق الوريد
وأصبح كلّ حيّ في بلادي***يؤكّــــــــــــــد أنّنا بشــــــــــر عبيد
فكيف الحال والأيّام تجري***وصـــــــــبر النّاس أرهقه المـــزيد
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق