{أدركنا المشيبُ}
غزاني الحزن وازدهر المشيب
وسهم الدهر إذ يُرْمَى يصيب
وبات الكون في عيني كئيباً
وتلك الدار تنعاها القلوب
على الأطلال تسبقني المآقي
ونهر الدمع زلزله النحيب
لَإنَّ الآه تأكل في حشايا
كَحَرِّ الجمر تجعلني أذوب
على وطن تسابقت المطايا
فعاثت في روابيه الحروب
على وطنٍ تُقطِّعهُ وحوشٌ
فيغدو الذئبَ ثُـمْ ضبعٌ يؤوب
ففي وطني يصير الكلبُ سبعاً
على الأشـلاء نَبَّاحٌ وَثُوبُ
وفي وطني رأوا في النهب رزق
فجفَّ الضرعُ ماعاد الحلوب
وفي وطني ترى للجمعِ شيخٌ
وتحت الذقن تستشري الذنوب
بثوب الدين بين الناس يمشي
ويفتي القتل ،أفَّاكٌ لعوبُ
على الكرسي يُحْتدَمُ اقتتالٌ
فتغشى الناس حاصبةٌ ألوبُ
فجُلُّ الغاي تمزيقاً لشعبٍ
على الترحالِ تخـطِفه الدروب
فضاع الشعب في أخذٍ وَرَدٍّ
بدار الذل ينهره الغريبُ
فلا الإشراق في عينيه صبحٌ
سميرَ السُّهدِ إن حلَّ الغروب
ولا الآمالُ جاءت بالأماني
غزير البؤس يُمطرُه الصَّيِِيْبُ
همومٌ رافقت عينيه قسراً
ووعدٌ زائفٌ أبداً كذوبُ
وحلمٌ هارب من كل جَفنٍ
كومض البرق في لمحٍ يغيب
وذي السُّيَّاسَ تجَّاراً جَهاراً
ورأس المال تدفعهُ الشعوب
فللـعــربـان حكــامٌ حميــر
خِفاضَ الرأس إن لاح الصليبُ
مطاياالغرب مع شرقٍ وبَالتْ
شمالُ الارض فيهم والجنوبُ
بغال الخَصْيِ شُرَّاهٌ لتبنٍ
فكيف الحالُ لو تأتي الحُبوبُ؟
همُ الأنجاس كلُّ الرجس فيهم
همُ الأنذال يَرْهَقُهُمْ نُحوبُ
همُ الأذنابُ قد خَنِعوا بذلٍ
وذلُّ الذُّل يَقرعُهم قضيبُ
جباهٌ بالخبائثِ مُعْفَرَاتٍ
نحوسُ الوجهِ يَرقَطُهَا نُدوبُ
إذا سكتوا يُوافُوا كل عيبٍٍ
وإنْ نطقوا لقالوا ما يعيبُ
عبيدُ العُجْمِ يكسوهم خَبالٌ
لِكُـلِّ دنيئةٍ لهمُ نصيبُ
تناسوا دعوةَ المظلومِ ليلاً
وأنَّ الله للداعي يُجيبُ
فيا رحمن أصلحنا جميعا
فكم تشتاق للسلمِ القلوب
ويا ربَّاهُ طهرها بلادي
فَكفُّ الفسْقِ لو طالت خَرُوب
وخُذ حُكَّامَنا عنّا بعيداً
لعلَّ العُمْرَ دونهمُ يَطيبُ
لعلَّ العيشَ يصفو بعد ضَنْكٍ
غزانا الحزن أَدرَكَنَا المشيبُ
الشاعر رائد سويدان
ٱلنٌےـفُےـمِےـ ٱلحًےـٱئر
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق