( حاذِري ... فالشِتاءُ قادِمُ )
يَلوحُ في أُفقِنا غَيمُهُ ... وتَختَفي الأنجُمُ
والخَريفُ راحِلُُ ... لِهَمٌِهِ يُلَملِمُ
سَألتَها ... هَل تَعشَقينَ الشِتاء وجوٌَهُ المُظلِمُ ؟
هَل شاقَكِ بَردُهُ والزَمهَرير القادِمُ؟
والسَحابُ الأسوَدُ تَراكَمَت غُيومُهُ ... يا بِئسَهُ التَراكُمُ ؟
والثُلوجُ ... والجَليد في الدُروبِ يُباعِدُ ما بَينَنا ... من لِقانا يَحرُمُ
فَكَيفَ يا غادَتي نَلتَقي ... إن شاقَنا الغَزَل ... وعاقَنا التَنَقٌُلُُ ؟
فالصَقيعُ في الدِيارِ قائِمُ
تَضاحَكَت مَحبوبَتي تَهمُسُ ... يا لَهُ التَشاؤمُ
هَل نَسيتَ بَيتَنا في ريفِنا كالشِراعِ قائِمُ ؟
أم نَسيتَ المَوقِدَ ... والنارُ فيهِ تُضرَمُ ؟
عَن أيٌِ بَردٍ يا فَتى تُكَلٌِمُ ؟ !!!
هَل يَشعُرُ العاشِقُ بالصَقيع ... يا لَهُ التَوَهٌُمُ
قُلتُ في خاطِري ... يا وَيحَها كيفَ تَنتَقِمُ
ما شأنَها العُواطِفُ إن زَمجَرت تِلكَ الرُعود ورُبٌَما يُصيبنا الصَمَمُ
والبَردُ يَنخُرُ عِظامَنا ... فَكَيفَ نَنسَجِمُ ؟
يا لَها مَحبوبَتي ... حينَما تَعزُمُ ... لِلبَردِ في المَوقِدِ تُلجِمُ
قالَت أراكَ غارِقاً بِفِكرِكَ تُسهِمُ ...
وَوَجهُكَ جامِدُُ كَأنٌَكَ في صَمتِكَ صَنَمُ
أجَبتها ... والرُعودُ من فَوقِنا تُزَمجِرُ ... أو عَلٌَها تَزأرُ
والبَرقُ من حَولِنا كَساحَةٍ لِلحَربِ في ناظِري تُرسَمُ
أفَكٌِرُ في المَوقِدِ يا غادَتي ... حينَما لِشَملِنا يَلمُمُ
وأستَعينُ بالخالِقِ على الصُمود ... فَهوَ بحالَتي من غادَتي أرحَمُ
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق