لا تتسع لهويتين
.نعم ، هي أرضٌ " لا تتسعْ لهويتين"، نعم
لا تتقبلْ التقطيعَ والاستسلامَ
ولا تنيخْ للفتنِ
هي فلسطينيةٌ منذ قديمِ الزمنِ
خلاصةٌ من التاريخِ والأقدارِ
هي، وليستْ
مشروعُ مستعمرٍ طارئٍ
أرعنِ
على ذرائع واهية واستلابِ حقٍ
وسفكِ دماءٍ ينبني
نعم، " فإما نحنُ وإما نحنُ "
وليس غير نحنُ،
مهما بلغتْ بنا المحنُ
هي ارضُنا ولها دمُنا
وكل حبنا
وما نختزنُ من آمالٍ وأحلامٍ
ومن حنينٍ ومن شجنِ
.. كل ما فينا من روحٍ
ووهجِ دمِ
نعم، هي أرضُنا لا تتسعْ إلا لنا
تنبذُ الأغرابَ ومَنْ وآلآهموا من أعرابٍ
وخونةٍ لهذا الوطنِ
ويتسعُ النزالُ وتتعددُ الاشكالُ
ويتخلقُ الممكنُ
ترتقي الوسائلُ ويرتقي
التمكنُ ؛
بالهتافِ وبالحجارة وبالصواريخ
بالدمِ المحضِ ؛ باحتمالِ الحصارِ
وبالسكاكينِ
أو بالشهادة على أي وجه تكُنِ
ويترددُ الصدى
في الإمتدادات والأجناب
وتعلو أناشيدُ الفداءِ
الأعظمِ
تشرئبُّ الأعناقُ للشهادة والفداء
لارتقاء ذرى المجدِ
وبلوغِ الشهبِ والأنجمِ
رُغم التشتتِ وتقطيعِ
أواصرَ بين ما للعربِ مِن مدنِ
من تطوان إلى وهران
إلى تونس إلى طرابلس
إلى أسوان وبورت سودان
إلى جبل الأرز الأكرم
إلى حلب إلى بغداد
إلى صنعاء وعدن وعموم بلاد اليمن
فجميعها جميعها تنشدُ اليومَ
التي فيه تلتحمُ
جميعها ترفضُ التصهينَ والتهويدَ
وتردُّ الردى
وتلعنُ التأمركَ والتدعشن
وكل ما خبأه التاريخ من طغيانٍ
ومن نُتُونَةٍ وعفنِ
هي وطنُنا هي بلادُنا
هي منشأُنا، هي تاريخُنا ومستقبلُنا
هي سماؤنا ومعراجُنا وقدسُ اقداسِنا
ونحن منها وإليها نسيجُ سكانٍ وسكنِ
نغمٌ حنونٌ هي
" إسمُ الأرضِ وإسمِ السماءِ " هي
أشجى معزوفاتٍ تصدحُ بها الحناجر
وأطيبُ مشاعرٍ تتناقلها
وتتغزلُ بها الألسنُ
كما لم يحظ بمثلها
أي وطنِ
نعم، هي وطنُنا ويا تاريخَ سجِّلْ
حِبرُك ها هو مِن دمِنا
إليك ما تريده من ثمنِ
بمعزوفات دمنا
بإلتحامِ الحجارة والصواريخِ
ها نحن نؤلفُ
اعظمَ ملاحمَ التاريخِ
وتراجيديا الزمنِ . .
,.
عبدالعزيز دغيش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق