الأحد، 24 نوفمبر 2024

الشاعر: عمر بلقاضي / الجزائر

 عُصبة العزِّ وثلَّة الهوان

عمر بلقاضي / الجزائر
الإهداء : إلى عصبة العزِّ في غ،زة
إلى ثلّة الهوان والخِذلان في الزّمن الحاسم
***
الشَّعبُ في غ،زَّ،ة الإيمانِ مُتَّحِدُ
رغمَ المجازرِ في الإقدامِ يَجتهِدُ
شعبٌ يضُخُّ دماءً لا حدودَ لها
وقد تأخَّرَ عنه العونُ والمَدَدُ
شعبٌ أصيلٌ كريمٌ لا مثيلَ له
آياتُه العزُّ والإيمانُ والجَلَدُ
رغم الحصارِ ورغم الجوعِ نَلْحظُهُ
يَرضى ويقنَعُ في الدُّنيا بما يَجِدُ
هو العزيزُ بدينِ الله في ثِقةٍ
فلن يُغيِّرَهُ عن عزِّه أحدُ
قد قامَ للدَّفعِ يَحدوهُ الهُدى فسَمَا
بدا شُجاعاً ونارُ الفتكِ تتَّقِدُ
ليتَ الرَّؤوسَ التي مالت توافقُه
مع الرِّجال بإسمِ الله تَتَّحِدُ
أهلُ البطولة في غزَّاءَ في شُغُلٍ
والنَّاسُ في ضفَّة العبَّاسِ ترتَعِدُ
فيها الخيانةُ منذ ارتَدَّ رائِدُها
والفحلُ فيها من الاذيالِ يُنتقَدُ
عصابةُ الذلِّ في أرضٍ مُكبَّلةٍ
غيَّ العمالةِ للأعداءِ تَعتَقِدُ
ما عادَ يُنهِضُها بطشٌ ولا خَطَرٌ
إلى البُغاةِ بني صُه،يونَ تَستَنِدُ
غداً تراهمْ بلا عِرضٍ ولا وطَنٍ
ولن يَرِقَّ لهم قلبٌ إذا شَرَدُوا
لقد تخلَّوْا عن الإقدامِ وانبَطَحُوا
فلن ينالوا من الأعداءِ ما وُعِدُوا
إنَّ التَّحرُّرَ إقدامٌ وتضحيةٌ
فما تحرَّر من دونِ الرَّدى بَلَدُ
الخَصم ُخَصمٌ عنيدٌ لا وفاءَ لهُ
فكيف يُنصفُ من هانوا ومن خَمَدُوا
لقد خَذلتم رِفاقَ الدَّربِ في طمَعٍ
أفكارُكم سَفَهٌ أعدادُكم بدَدُ
والشَّعبُ إن كان ذا جُبْنٍ وذا وَهَنٍ
يَبقى أسيرا فلا يُغْنِي الدُّمَى عدَدُ
يا قوم قوموا لصدِّ الذُّلِّ عن غَدِكمْ
ولا تُطيعوا من ارْتدُّوا ومن فسَدُوا
ستندمونَ إذا زلَّ الزَّمان بكمْ
وقد رأيتم هَوَى الأعداءِ يُعتمَدُ
إنّ اليَهُ،ودَ بلا عهدٍ ولا خُلُقٍ
الغدرُ دَيدنُهُم والغِلُّ و اللَّدَدُ
عتَوْا وعاثُوا فسادًا في مَواطِنِنا
الكونُ يَلعنُهم والواحدُ الصَّمدُ
لكنَّهم وجَدُوا أشباهَ أحمِرةٍ
في هُوَّة الذُّلِّ والإفسادِ تَحْتَشِدُ
العِزُّ والفوزُ للإبطالِ في رفَحٍ
وفي الحواضِرِ في غزَّ،اء فاعتقِدُوا
قومٌ لُيوثٌ بإيمانٍ يُثبِّتُهم
رُغمَ المُعاناةِ والأهوالِ ما سَجَدُوا
والعارُ والنَّارُ والإخزاءُ عاقبةٌ
لمن أطاعُوا نَتَن،يَاهُو ومن عَبَدُوا
فاللهُ يَمقُتُ أقواماً بلا شَرَفٍ
يُقَبِّلونَ يَدَ الجَلاّدِ إن جُلِدُوا
بقلمي عمر بلقاضي الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق