الاثنين، 6 يناير 2025

وهل ندمت يوماً أنك ظلمت قلبي؟بقلم الشاعرة فاطمة الزهراء طهري الريش

 وهل ندمت يوماً أنك ظلمت قلبي؟


هل سهرتَ ليالٍ تعدّ دمعي المنساب؟
هل سمعتَ صوت أنيني يعانق السحاب؟
وهل شعرتَ بجوفكَ يضيق من ألم الغياب؟
أم أنّك كنتَ تنام على وسائدٍ من سراب؟

ظننتُك وطناً، فجعلتني لاجئة،
ظننتُك أماناً، فجعلتني هاربة،
كنتَ الحلم الذي غنّت له الأيام،
فأصبحتُ بعدك قصيدةً تائهة.

وهل تذكرتَ حين وهبتُك عمري؟
حين كنتَ شمس أيامي وأطياف سهري؟
لم تكن الجروح قدراً، بل كانت اختيارك،
وكنتُ أنا الضحية التي صمتتْ أمام إنكارك.

أيا من غدرتَ بزهرة العمر في كفّيك،
هل وجدتَ السعادة بعيداً عن عينيّ؟
هل تشعر بطعم النصر حين رأيتني؟
أقاوم أمواج الحزن وأغرق في مقلتيّ؟

لكن مهلاً، إن سألتك النجوم عن ندمي،
قل لهم إنني ما زلت أفتخر بقلبي،
لأنه أحبّ بصدقٍ لم يعرف الخيانة،
ولأن روحي بقيت جميلة رغم الأذى والهوان.

وهل شعرت بالأسى حين انطفأ نوري؟
حين سقطت نجوم عشقي في ليل مهجتي؟
حين أنين الروح غطّى صوت سعادتي؟
وهل ندمت يوماً أنك ظلمت قلبي؟

كنتَ الوعد، الأمل، والنبض في أضلعي،
وكنتُ زهرة في بستان حبّك أزهر.
زرعتُكَ في عمق روحي كنبع لا ينضب،
فحصدتُ الجراح وزاد الألم يكبُر.

وهل سكنت الندم حين رأيت عينيّ؟
وقد ملأتهما الغيوم بغيابك المُرّ،
وحين صار قلبي شظايا في الرياح،
تائهة تبحث عنك في عالم الغدر.

أيا من كنتَ نبض الحياة في وريدي،
ظلمتني وعيني لم تكفّ عن السؤال،
هل كان ذنبي أنني أحببتك بصدق؟
أم أن الحب عندك لعبة للنسيان والرحيل؟

فاليوم أقف على أطلال حكايتنا،
أتساءل إن كان الندم سكنك يوماً،
لكنّ الجواب يختبئ خلف جدران الكبرياء،
وأنا أظل أحتوي حطام قلبي بصمت.

بقلمي فاطمة الزهراء طهري الريش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق