●سفاح وكلاب نباح●
■#رواية.....
• تبقى لحظات الفرح والمرح والأيام الجميلة وضحكاتها ليس لهم حدود... ولا تعترف بحدود الزمن الماضي... والآتي. .. حتى انها تلغي اليوم والتاريخ.... ربما انا صورة انسان بلاهوية ولا كلمة ولا صوت.. دائما مشاعري تجذبني إلى اشياء مرسومة إلا انها مجهولة اوربما انا غريب عن وطني فقط جمعنا الليل صدفة والتقينا مابين ضوء القمر ولمعات النجوم ربما تعارفنا على بعضنا اكثر في ضباب النهار وقرقعة العقول.... هم أعرفهم من يكونون وهم يعلمون من انا .... أطياف حالمة تشحذ الهمم والعلاج لحالة مستعصية. في عيوننا حكايات وحكايات تضاف إليها العديد من إشارات الاستفهام والتعجب .... إنها ضحكة وجع وألم وقهر مغموسة داخل القلب بكلمات علقت على صفحات الذكرى وسجلت على جدار الزمن .... الزمن الذي ننتقل من خلاله بين طيات الموت والتراب وبين غصات الاعتقال والتهجير.... لم يكن ذاك الانفجار الذي وقع بالقرب مني ومن السيدة ميسون حين كنت برفقتها إلى منزلها وانتظار أصدقائي لتقديم واجب العزاء بوفاة والد زوجها .. ولم نكن نعلم بأن إطلاق النار الذي يزخ ك حبات المطر يطال أحد سكان الحي الذي كان جالسا امام دكانه لبيع الخضار والفواكه حين لفظ انفاسه الأخيرة جراء طلقة استقرت في قلبه...مناظر لاتسر الخاطر في تلك الشوارع والحارات اشخاص تركض واشخاص تختبئ وانا وميسون وقعنا في دوامه نركض ك الآخرين إلى اين لانعلم سيارات عسكر واسعاف وجيش طوق تلك المنطقة بعد وصولنا منزل ميسون وعلامات الخوف والفزع اصابنا كما اصاب أبناء السيدة ميسون وجوههم شاحبة صفراء والدموع تسيل من مأق العيون.....هدأت من روعتهم وخوفهم وجلسنا في زاوية من زوايا البيت.... دون حراك.
قلت : كيف يأتي أصدقائنا إلى هنا والمنطقة مغلقة فأنا لا أحب ان اجازف بحياتهم ياسيدتي عليك الاتصال بهم وإلغاء هذه الزيارة...
قاطعتني ميسون وقالت: وانا ايضا استاذ احب ان احافظ عليهم وعلى حياتهم ننتظر قليلااااا ومن ثم اجري اتصال مع الجميع.
همت ميسون ودخلت المطبخ وهي تجهز القهوة ثم سحبت جوالها وبدأت الاتصال...
الو تالا كيفك لا احب ان اطيل الكلام معك انتم في اي منطقة ...
تالا: نحن هنا ست ميسون في بيت خطيبي عارف خمسة دقائق نكون عندك ....
أغلقت جوالها ووقفت لحظات وعيناها تجول وتصول في كل مكان دون ان تنطق أية كلمة...
قلت لها: مابك ولماذا هذا السكون هل من شيئ قد حصل. قالت:لا فقط مستغربة كيف وصلوا ومتى و هم جميعا في منزل عارف متواجدين.
تبسمت وقلت طالما هم بخير لابد من فنجان من القهوة قالت: لك ذلك ياسيدي تفضل.
ارتشفت شفة من القهوة واشعلت سيجارة ونظرت إليها وقلت: رحم الله المتنبي عندما قال:
قوم اذا مسى الحذاء وجوههم
شكى الحذاء بأي ذنب اهنتني.....
رمقتني ميسون بنظرة ثاقبة مبتسمة وقالت: الله عليك يااستاذ دائما تضع البلسم على الجراح وتابعت هل انت تعلم ماذا تريد.....قلت لها ربما اعلم ولكن أنت ماذا تريدي ...... قالت مشكلتي انا وصلت إلى مرحلة ماعدت اعرف شو بدي احكي....وليش بدي احكي لان يااستاذ كل شيئ أصبح بلا قيمة والمشكلة الأكبر صرت شك بأني غير قادرة أفهم نفسي او اقل شيئ في حدا يفهمني....والمشكلة والطامة الكبرى يمكن المشكلة ماعدت أفهمها
تلك السيدة ميسون تتكلم وانا نظري مسلط عليها وعلى عيناها التي يوجد بهما حكايات كثيرة حكايات لا تظهر إلا تركز كثيرا على ضحكة وجهها الذي يخبئ أوجاع ومأسي .... وتحدثك وكأن لايوجد شيئ مطلقا
ربما قررت ماتظهر هذا امام الناس ثم أكملت حديثها معي بضحكة أمل.
كنانة ابنة ميسون طالبة ثالث ثانوي ادبي سمراء ممشوقه جميلة جداااا تحمل صفات سهل حوران بالخير والبركة سألتها كيف دراستك تبسمت خجلاااا وقالت يعني كما تشاهد اين الدراسة يااستاذ ونحن في وضع لايسمح لي حتى أفكر بمستقبلي وعلى كل الاحوال انا احب ان أدرس في الجامعة لو نجحت في كلية الإعلام. مثلك استاذ اكون، شدني كلامها نظرت وتبسمت وقلت لها نعم الصحافة مهنة المتاعب وبها من المخاطر يغطي الدنيا إلا انها تبقى صاحبة الجلالة من كل قلبي اتمنى ان تحققي طموحك وتكوني مذيعة في التلفزيون وانا افتخر بك استاذه كنانة....
قطع الكلام عندما ضرب جرس الباب الخارجي الذي فتح امام تالا...ومروة....ورشا.... وبثينة .... وشام... بصحبة عارف ....واحمد....وسعيد..... دخلو بسرعة ووجوههم شاحبة من الخوف ومصفرة القوا السلام وقدموا التعازي للسيدة ميسون وهن يتبادلن القبل والتحية
في إحدى زوايا البيت طاولة مركونة وعدد من الكراسي يجلس عليهما عارف وتالا ومروة وسعيد
وفي الجانب الاخر احمد وبثينة وشام ورشا وميسون وأولادها في إحدى غرف المنزل ،
كنت قريب من الجميع ارمقهم بنظرات واتابع حوارهم لاسيما عندما دارحديث بين احمد وبثينة وكان الهمس بينهما تارة يعلو ومرة ينخفظ حتى انني كنت اسرق السمع واصنت حتى افهم مايدور من حديث كيف لا وهم جميعا ابطال وبطلات هذه الرواية. ...
احمد..... اشتقت لك حبيبتي وانت لا تهتمي بي معقول هذاااا.... تبسمت بثينة وقالت: المسألة ياحبيبي ماهي قلةاهتمام...ولكن الموضوع يربكني كثيرا امام الناس وانا احبك واشتاق إليك واكن لك كل الحب والتقدير بالمقابل لابد من اعلان خطوبتنا إلى متى نبقى هكذا أنت حبيبي وصديقي ولكن لابد لابد من عمل اي شيئ حتى نكون امام البشر بشكل رسمي.... واردفت قائلة أنت تعلم نحن على أبواب التخرج من الجامعة وأنت توعدني في كل لقاء خيرااااا ولكن لم تحرك ساكن يا حبيبي الحب يحتاج إلى تضحية إلا يكفي أنني بحبك اذا عليك فعل اي شيئ من أجل إعلان خطوبتنا...
احمد قال لها: لابأس حبيبتي نتحدث لاحقا في هذا الموضوع وعلينا الابتعاد حاليا عنه ومناقشة هذه الأمور امام أصدقائنا، ولك مني وعد وعهد ان أنفذ كل ماهو مطلوب فقط أعطيني فرصة استطيع ازور أهلك ....
توقف قليلاااا ثم قال ياحبيبتي شوفي الدنيا وأحوالها ومسألة السفر حاليا فيها مجازفة ... وخطورة ... انت أنت من المفروض تقدري هذا الوضع بثينة الطرقات غير امنة. .. وكما تشاهدي... لو رغبت غدا اخطبك بشكل رسمي واعلن خطوبتي عليك لو وافقتي انا جاهز.
نظرت بثينة وتبسمت وقالت انا لي اهل ولنا عادات وتقاليد نحن شرقيين يا احمد وكلامك هذا غير معقول عليك ان تجازف وتطلبني رسميا لي اب واخوةوأهل وانا لم اكن يوما مقطوعة من شجرة كلامك هذا لايعطي حافز يا احمد، كيف أعلن خطوبتي وانا بعيدة عن اهلي؟
تنهد احمد وكأن نار تصعد من حلقه وقال نعم لابد من إيجاد حل ولابد من السفر اذاااا والمطلوب ان تنتهي هذه الأمور على خير...
قطعت رشا حديثهم عندما دخلت على الخط وقالت:
اه بثينة ماورائك هل من جديد أراك غير سعيدة...
بثينة لا لا فقط كنت أضع بعض النقاط على الحروف واحمد ربما ابتعادي عنكم في هذه الفترة من هذه الجلسة احساسك أوحى لك بوجود شيئ يارشا...
تبسمت رشا وقالت ربي يتمم على خير هو يوم المنى يابثينة ....
في الجهة الثانية مروة وسعيد وشام بينهما ميسون يتبادلون أحاديث مجريات الامور ومايدور في العاصمة دمشق فجأة تقف مروة وتقول لقد تأخرنا جميعا وعلينا الذهاب قبل اذان المغرب هل انتم مستعدون؟
احمد قال مازال الوقت مناسبا ولماذا العجلة .
شام اجابتهم الدنيا شاعلة نار وعلينا فعلا استدراك الوقت قبل الظلام وبالتالي بعد قليل لانجد وسيلة نقل داخلي ولا نريد أن نقع في مشاكل ......
عارف قاطعها قائلااااا انا مع طرحكم هذا
حقيقية الأمور مزرية ولا نعلم بعد قليل ماذا يحدث.
قلت مشكلتي انا مخنوق من هذه الأعمال ومايجري في شوارع العاصمة ولدي الكثير حتى أعبر عنه فلا أجد غير الميل لحرمان الروح من الأشياء الجميلة التي تعودنا عليها
حتى الضمائر والانسانية ماتت والدنيا لم تعد كما هي والناس لاحظوا الناس ماعاد هم الناس الذين نعرفهم ..أنتم وأنا وكأننا من كوكب اخر غرباء في وطننا ...أنت مواطن مذعور تبحث لنفسك عن وطن لتستطيع أن تمارس حياتك بحرية مطلقة... توقفت قليلا ثم قلت: لماذا الناس تموت ماذنبهم ماذا فعلوا.... اه يادنيااااا من يعيد ذاك الحلم الجميل الذي سرقته الظروف.... اما من لص جميل وظريف وجريئ يسرق قلب الطاغية والخلاص...فما يسكن أعماق قلبي لا يمكن ان تترجمه سطحية هذه الحروف... انها صرخات الموت صرخات الطفولة والامومة والاباء من يعيد لهؤلاء البشر احلامهم المسروقة والمسلوبة.
رشاااا قالت لماذا هذا الصمت أنه يخيفني،
سعيد دخل فورا وقال استاذ نجلس نتحدث قليلا ثم نودع ميسون وننطلق. ...
قلت وهو كذلك ياسادة .
● عاصفة الليل #بدمشق....:
الليل بدأ يغزوا العاصمة دمشق وستائر النهار اسدلت كي تسمح لضوء القمر الباكي بالظهور... واي ظهور هذااا وأصوات كثيرة بدأت تغزوا شوارع تلك المنطقة وابواق سيارات وهتافات تندد باسقاط النظام ....قليلااااا فقط واصبح ليل دمشق الجميل يرتدي ثوبااااا حزيناااا يتساقط على جداول بردى سيلااااا من الدماء إطلاق نار كثيف وأصوات قنابل ربما صواريخ لا نعلم!
ميسون والجميع اصابنا خوف وفزع ثم قالت أيها الأصدقاء انا لا اريد اي واحد منكم يصاب بأي مكروه فمن يريد الذهاب يذهب يبدوا الأمور تجري نحو الاسواء. شكرا لحضوركم ومواساتي
وتعلمون انتم ثم سكتت .... ههمنا جميعا للخروج من منزل السيدة ميسون
وتفاجأنا عندما ضرب جرس الباب الخارجي فتحت ميسون الباب وإذ دورية من عشرة عناصر يرافقهم ضابط برتبة نقيب تم اقتحام المنزل دون إحم او دستور...
الضابط ماذا تفعلون انتم هنا ومن انتم؟
ميسون هم أصدقائي وقد اتوا من أجل مواساتي وتقديم الواجب فأنا بحالة عزاء والد زوجي قد توفي اليوم وكما تلاحظ ....
الضابط: كل شخص يخرج بطاقته الشخصية ويرفع يده مع البطاقة عاليا دون اي حركة .... كان هذا الضابط يدقق بكل التفاصيل الإسم والكنية ومن اي منطقة وماذا تعمل في دمشق ... حتى أخذ يرمقني بشدة عندما أخرجت له بطاقة اتحاد الصحفين وبطاقة الجريدة التي اعمل بها...بعد أن اتم عمله بدقه أخرج العناصر من المنزل ووجه لي سؤال برأيك أنت سعيد.... نظرت إليه وقلت اهم من السعادة هو الأمن والأمان. .كيف اكون سعيد
والفزع والخوف يداهمنا في كل دقيقة وجميع هذه الأمور تجتمع تحت عنوان لماذا كل هذا العنف الذي دمر السعادة والفرح والسرور واصبح عدم استقراري ربما يكون موتي أو اعتقالي دون ذنب او جرم ارتكبه....
وقف ذاك الضابط وهو منشد لكلامي الذي ربما لأول مرة يسمعه من شخص مدني مهنته إعلامي يتكلم بطلاقة دون خوف... او ربما استفاق ضميره الميت بعدسماع كلامي....
سألني منذ متى وأنت تعمل في مهنة الإعلام والصحافة ... قلت له منذ عام 1983 كتبت اول تقرير صحفي ونشر لي حيث كنت طالبا حين ذاك ومنها أحببت هذه المهنة وانا مازلت بها....
خلال حواري مع هذا الضابط أسرعت ميسون وقدمت القهوه له وشعرت أنه مرتاح لهذا الحوار والجميع صامت دون حركة...فجأة وقف الضابط وشكر ميسون على حسن الضيافة تبسم وقال أنت أيها الإعلامي مسؤول عن جميع اصدقائك. .. وانصح الجميع بعدم الخروج من المنزل حتى الصباح توقف قليلا ثم قال المنطقة مطوقة ومحاصرة ونحن نبحث عن أشخاص. .. قلت له سيادة النقيب جميع من في هذا المنزل طلاب وطالبات في الجامعة وانا لدي عمل في الجريدة صباحا لو تكرمت نريد مساعدتك والخروج من هذه المنطقة.
قال: التعليمات واضحة وانا اسف لا استطيع واتمنى بعد خروجي عدم فتح الباب لأي شخص كان.... نظر على ميسون وقال لها سجلي رقم هاتفي لو حصل معكم اي شيئ كلميني فوراااا
الشيئ الغريب في الأمر أصابنا جميعا ذهول شديد جراء تصرفات هذا الضابط الغريبة للمعاملة التي قام بها وحديثه الذي لم المسه من اي ضابط في جيش نظام تافه وفاسد ، وقفنا ننظر في بعضنا البعض دون أية كلمة فقط كل واحد استلم جواله وبدأ يتواصل مع اهله يضعهم بصورة الأوضاع التي فرضت على الجميع.
●#دمشق منتصف #الليل:
----------------------:
كم كانت عقارب الساعة بطيئة وثقيلة حتى اصبحنا نشعر ان السلحفاة اسرع من تلك الساعة الجدارية
وحتى تكتمل معنا قطع التيار الكهربائي في كل المنطقة....نسمع أصوات حركة أشخاص وسيارات واطلاق نار شديد لم نستطيع إشعال شمعة حتى ميسون قامت واشعلتها والخوف والموت يحوم في أرجاء البيت..... ولحظ مروة وبثينة وكنانة بجانبهم معتز أولاد السيدة ميسون ملتصقون ببعضهم ووجوههم مصفرة ترافقهم اضطرابات ورعشات احيانا وكلماتهم اصبحت مبعثرة ......
قلت لهم: مابكم وكأن طيف الموت يزوركم ولما الخوف فترة من الزمن ويعود تيار الكهرباء.... مابكم الجميع صامت حقيقة صمتكم يخيفني.....
قاطعني احمد قائلاااا: حقيقة يااستاذ تخربعنا وتخربطنا حتى الكلام أصبح مستحيل خروجه من افواهنا ماذا نتكلم والحالة مزرية.....
في الجانب الاخر من البيت بدأ ضوء الشمعة يغزوا ذاك الصالون الذي يحتاج إلى عشرات من الشموع
نظرت وإذ تالا وعارف وسعيد واحمد و بجانبهم ميسون على أريكة ( كنبه ) جالسون دون اي حركة فقط عيونهم تتحدث....
قلت : مابكم دعونا نعيش لحظات جميلة ربما جميعنا نموت تعالوا نضحك والضحكات لأ تعترف بحدود الوقت والزمن ولا حتى في التاريخ. .... دعونا نعيش كبشر بعلاقات انسانية ونفتح ركن في كل زاوية من المنظومة البشرية.....انتم جامدون لا صورة ولا صوت هل ضاع الوطن هل فقدت الهوية.... تعالوا نرسم في هذه اللحظة بسمة لا تعترف بقواعد العشائر والقبائل ولا بالشكل ولا في الطائفة.....هل تعلمون يااصدقاء أشعر أن قلبي يؤلمني والسبب مجهول.... لماذا تنظرون على بعضكم البعض وكأننا غرباء وكأننا صدفة التقينا وصدفة تعارفنا ...... توقفت قليلا ثم قلت: إنها أطياف حالمة تنشد الخلاص وتطلب الدواء لعلاج حالة يرثى لها حالة مستعصية....
نظرت رشا والبلل يسيل من مأق عينيها وقالت:
مشكلتي راح اختنق ماني قادرة أتكلم ولا انا قادرة اعبر عن مافي داخل قلبي .... المشكلة أصبحت أشك بنفسي حتى انني فقدت شيئا من احساسي ولا انا قادرة افهم حالي......
قاطعها عارف وقال: استاذه رشا أنت تحتاجين لحنين وشوية تخيلات وضحك ثم قال تحتاجين حاليا إلى فنجان من القهوة وموعد مع المطر تنبثق منه رائحة التراب الممزوجة باريج الياسمين....والحقيقة هناك أشياء وخيمة تصحبها خيبة أمل لاسعادة أبدية.
بثينة قاطعته عندما قالت: نحن نريد أن نطرد هاجس الخوف والرعب....ولكن هؤلاء الذين في الشارع من عسكر وشبيحة يريدك أن تكون على هواه وعلى مزاجه ومعتقده الفكري الذي يفكر به..... صمتت قليلا ثم قالت: بأختصار شديد كل واحد من العسكر والشبيحة يريدك على مقاس رجله وبالتالي مافي حدا مفصل على مقاس الثاني ولا نحن خلقنا ميشان حدا نريد الحقيقة التي تؤكد على وجود الانسانية والرحمة
اين الوطن أين الحرية والكرامة .
شام وقفت وقالت: انا دمشق انا الشآم انا العروبة والفداء.....وتابعت من غير معقول اكون غاضبة على نفسي....يااصدقاء ليس بالأمر السهل...ونحن كيف يبدأ يومنا هل بمزاج عالي ....أنفسنا تعبت أرواحنا زهقت والهموم ثقلت مداهمات واعتقالات وقتل وتشبيح في كل الشام، هل بااستطاعتنا ان ننهك أنفسنا من أجل اسعادها ونحن في كل دقيقة نجد الموت....كيف يأتي المساء وفي الليل تستطيع أن تنام وأصوات الرصاص واقتحام البيوت والقتل يطال كل شباب وصبايا سورية، كيف نحرر أنفسنا لا تقل ان هذا الشيئ لايعني لي شيئا بل يعني الجميع لأننا صادقين ونشعر بمجمل الامور اكثر من هؤلاء الذين يداهمون البيوت الامنة والشوارع والحارات بل مقابل نحن غير قادرين على الصراخ والتعبير عن مابداخلنا.....تتحدث شام ودموعها على وجنتيها تسيل..... وقالت: نحن نموت ولا احد يشعر بالاخر نموت احياء دون اي ذنب او جرم والياسمين فقد شذاه من رائحة الدم الذي ينتشر في كل أركان الشام.... صمت رهيب اصابنا وشام تتكلم.... فجأة وفي تمام الساعة الخامسة صباحا بدأت رشقات الرصاص ترافق ذلك مع إطلاق قذائف صاروخية وهاون أصوات انفجارات ملأت تلك المنطقة وبدأ الصراخ والبكاء نسمعه من البيوت المجاورة..... قلت لهم انها القيامة ربما هذه آخر حياتنا ......تقدموا جلوسااااا وابتعدوا عن النوافذ والأبواب وادعو الله ان يخرجنا بسلام...
قبضت حقيبتي احتضنتها ثم سحبت قلمي ودفتري وكتبت بعضا من الكلمات والجميع ينظرون بإعجاب ماذا خطر على بالي فكتبت:
لو غفوت سنة في النوم......لو حلمت انك ترتقي إلى السماء.... واستيقضت من نومك بعد سبات عميق ووجدت زهرة وحرية بين يديك....وبدل الدمعة ابتسامة.....وبدل الفزع سكينة....وبدل الخوف استقرار...وبدل الموت حياة......وبدل الاعتقال حرية وكرامة....إنها الحقيقة التي لابد أن تتحقق ويصبح ذاك الحلم فعلااااا وقولاااااا انني اسمع صرخة وطني ممزوجة ببكاء طفل وام ثكلى تنوح واب مفجوع.....
وهااااا نحن وقدرنا ننتظر ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
■الإعلامي الروائي الدكتور سامي السعود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق