شطحات قلم
كَانَ ظُهُورُهَا  مُفَاجِئَةً . جَائَتْهُ طَالِبَةٌ مِنْهُ الْكَلَامُ . أَنْ يَخْرُجَ مَاهُوٌّ مَكْبُوتٌ مِنْ أَحْلَامٍ ، مِنْ جَوَاهِرَ مَخْفِيَّةٍ فِي الْأَعْمَاقِ . وَرَغَبَاتٍ وَأُمُورِ حُبٍّ وَهَيَامٍ  ، وَأَذْعَانًا لِرَغْبَتِهَا فَتَحَ لَهَا قَلْبُهُ عَلَى مَصْرَعَيْهِ . يَنْثُرُ هُنَا حَرْفًا وَهُنَا كَلِمَةٌ ، وَهُنَاكَ عِبَارَاتٌ أُزْهِرَتْ بِنَسَمَاتِ خَفَايَا حَيَاةٍ ، مُطَرَّزَةٍ بِأَلْوَانِ الْحُبِّ الصَّافِيَةِ النَّقِيَّةِ ، الَّتِي اذَا بَصَرَ لَهَا ذَا قَلْبٍ ، ابْتَهَجَ مِنْ جَمَالِهَا وَرَقَةَ عَذُوبَتِهَا . كَلِمَاتٌ وَحِكَايَاتٍ وَأَمَانِي ، وَأَصْبَحَ كَلَامُهُ كَالسَّيْلِ الْجَارِفِ عِنْدَ هُطُولِ الْأَمْطَارِ ، يُنْعِشُ أَرَاضٍ وَسُهُولٌ وَجِبَالٌ  لَكِنَّهُ فُوجِئَ بِصَخْرَةٍ أَيْقَظَتْ كُلَّ أَفْكَارِهِ . فَأَدْرَكَ أَنَّهَا سَتَحْبِسُ كُلَّ السُّيُولِ ، الْجَارِفَةَ وَتُقْطَعُ الْأَوْصَالُ . فَأَ فَاقَ عَلَى تَلَاشِي أَجْمَلِ صُورَةٍ فِي أَعْمَاقِهِ ... كَمَا تَتَلَاشَى الْأَلْوَانُ مِنْ عَلَى لَوْحَةٍ جَمِيلَةٍ ..... بِقَلَمِ زِيَادٍ مُحَمَّدٍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق