همسات زائر الليل....
هب النسيم بلجة الإصباح
لما سجى بسكونه المنداح
وتمايلت جذلى نسيمات الربى
بجمالها وعبيرها الفواح
وبواحة الصمت البديع ترنمت
بنت المروح بصوتها الصداح
كم هام فيه متيم متلوعا
يبكي بحرقة قلبه الملتاح
ناديته ماذا أصابك؟ فارتمى
وتداعى لا يقوى على الإفصاح
وكأنه العصفور يخفق صدره
متدثرا متزملا بجناح
وشعرت من خوف يهز جوارحي
فرميت عند حضوره بسلاحي
يشكو إلي وصوته متكسر
إني الجريح ، ألست بالجراح؟
فضممته نحو الفؤاد بقوة
حتى استكانت ثورة الأرواح
وتمازجت قطرات شهد عابق
سالت لتطفئ حرقة الأقداح
وتراقصت أغصان هاتيك الربا
تروي الحديث بلهجة الملتاح
فغفى يتمتم في كلام مبهم
وسمعت تقطيعا بلا إيضاح
لكن وجه الصبح أسفر مشرعا
ليباشر الأبعاد بالإصباح
ففتحت عيني لم أجده بجانبي
قد غاص بالأبحار كالملاح
أتراه حلما أم تراه حقيقة
أم كان ترويعا من الأشباح
ناديت رغم تأكدي بوجودها
هذا مكانك فارقدي فارتاحي.....
أحمد علي الهويس حلب سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق