( تَفَكُّرٌ وابتِهالٌ)
صَنيعُكَ مُبهِرٌ في كُلِّ ذَرَّهْ
وَفي عِظَمِ الكَواكِبِ والمَجَرَّهْ
وكَونٍ مُحكَمٍ حيثُ التَفَتْنا
تَكِلُّ عُقُولُنا عَجزَاً وَحَيرَهْ
وفي بَحرٍ لنا يوحي بِقُدْرَهْ
وأَنسامٍ تَرُدَّ الرُّوحَ فِيْنا
وَوَردٍ بَثَّ في الأَنسامِ عِطرَه
وفيْ نَبضِ العُروقِ بِكُلِّ حَيٍّ
وأَياتِ الجمالِ تُبينُ سِحرَهْ
وفي جَريِ السَّحابِ وَهَطلِ غَيثٍ
وفي وادٍ يَسيرُ النَّهرُ عَبرَهْ
وَخَلقُ الناسِ أَعجَبُ لو نَظَرنَا
وراحَ يُجِيلُ ذُو الإدراكِ فِكرَهْ
إلهي كُلنا عَجزٌ وَفَقرٌ
ولانَفعَاً مَلَكنا أَو مَضَرَّهْ
وليسَ لنا سواكَ إذا التَجَأْنا
ومَسَّتنا مِنَ الأَيامِ عُسرَهْ
ضِعافٌ نَحنُ يَخدَعُنا غُرورٌ
وأَكثرنا قَضى في الجَهلِ عُمرَهْ
ولَمْ يَرَ واعظاً فيما اعتراهُ
وفي كلِّ الذي يَلقاهُ عِبْرَهْ
غفَلنا عن حقوقكَ ياإلهي
ولَمْ نُحسِن لِما أَنعَمتَ شُكرَهْ
بِدُنيانا انشَغَلنا وَهْيَ وَهْمٌ
نرومُ بِها الهَناءَةَ والمَسَرَّهْ
فَلَمْ نَرَ عَذبَها إِلاَّ سَرابَاً
وكلَّ حَلاوةٍ سَتعودُ مُرَّهْ
أَذِقنا حلاوةِ الإيمانِ ربِّيْ
وأَكْرِمنا بِحَجٍّ ثُمَّ عُمْرَهْ
وَصَلِّ على عَظِيْمِ القَدرِ (طه )
فَليسَ سِواكَ مَنْ أَعطاهُ قَدرَهْ
- شعر: زياد الجزائري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق