**لا وفاق مع السرّاق**
عانقني بطيف روحك
لألملم شتاتي المبعثر في الزقاق
كلّمني همسا لأخبر بالحقيقة كلّ الرفاق
أنا رصاصة من فوهة زهرة تسبّح
أنا نفاثة على جناح طائر جريح
أنا أغنية من رجع الصدى
أنا شامة في وجه الشمس .. في عمق المدى
النجم نجم ساطع وإن هوى
احذروا ذئبا إذا حوصر فعوى
احذروا شيطان الخسيس إذا غوى
لا تستمعوا لخطابات التهدئة والوفاق
لا وفاق مع السرّاق
شهيدنا يبتسم
قطرات دمه صواريخ تدك القباب الحديدية
وطائرته الصغيرة
تحمل رسائل غضب خطيرة
أحيته شذى في عبق الياسمين
شهيدنا لم يمت
شهيدنا لا يزال رصاصة تكتب تاريخا جديدا
لا يزال حلما جميلا ينفجر من عمق الأرض
احذروا زناة الليل .. باعة الشرف والعرض
كالضباب لا ملامح لهم
إني مجنون بعشقك يا وطني
متيّم برائحة التراب المتنمّر تحت أشعة الشمس
مغرم بصدى أخبارك التي أصبحت تتصدر العناوين
وَلِهٌ حتى النخاع ببشائر النصر
من غبطتنا .. أصبحنا نجمع كل الصلاة في العصر
أنتظر قبلة على جبيني
وباقات نديّة من العناق
فانا دوما ذلك العاشق المشتاق
وبعض التبشور لأرسم وجه صبيّ اغتاله الجشع
عدوّك يشتمّ رائحة الموت بنهم ولا يشبع
ولكنّه أجبن من أن ينام
لياليه -رغم الكِبْر- شبيهة بنهار الأيام
سيطارده وجع الأطفال في كل حين وآن
درّبت جيشا ليصنع جيشا من الأرامل والأيتام
لا وفاق مع السراق
ولا صلح ولا اعتراف مع دم يُراق
لقد هُزمت ولن يفيدك دواء ولا ترياق
ولن يفيدك عالم المدينة والنفاق
شهيدنا انتصر
ونمت على قبره ورود تسبّح
فبماذا تتباهى وتتبجّح؟
بقلم:الأستاذ عبد الستار الخديمي - تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق