الخميس، 30 يونيو 2022

عداوه ....الأستاذ المبدع:عصام نايف عقل

 عداوه

قامت العداوة بين الأخيين عندما سيطر الأخ الأكبر على الإرث بعد وفاة الأب و طمع بأن يحرم شقيقه الأصغر من حقه في ميراث أبيه هنا تبدأ القصة من طمع خير الدين و الإستلاء على حصة أخيه سعد و أمه الأرملة ٠
بالدهاء و الحيلة أقنع خير الدين والدته بأن تكتب له وكالة عامة بحصتها و حصة أخيه لإدارة شؤون الأملاك التي تركها الأب بعد وفاته ، عند كاتب بالعدل و وثقها بالدوائر المختصة ،
قائلا" لها أنه سيدير الأملاك التي تضم معملا" للغزل و النسيج و الأراضي الزراعية الواسعة مع بستان مشجر بجميع أنواع الأشجار المثمرة بالفاكهه و ما سواها ، و يعمل على إدارتها و تطويرها ٠
طوت الأيام و مضى من الزمن خمسة أعوام ، و خير الدين يزداد ثراءه و نفوذه و جبروته ،
و لا تسأله والدته عما يفعله بإدارة الأملاك لثقتها به حيث كان يطلعها بين الحين و الآخر على ظروف المعمل و الأراضي الزراعية و يعطيها لها و لأخيه ما قسم من الدخل و الإيرادات ٠
بقي الحال على ما هو عليه و خير الدين هو الآمر الناهي بكل الأرزاق
جلست الأم مع ولديها خير الدين و سعد ، في مساء يوم ربيعي هادئ تتخلله نسيمات هوائيه نقية منعشة ٠
و قالت لهما متحدثه :
ما رأيكما أن أزوجكما و أفرح بكما معا" بعرس واحد أنكم بلغتم مبلغ الرجال فأنت يا خير الدين تجاوزت الثلاثين عاما" و عمرك يا سعد خمس وعشرون عاما ،
فأحب أن أرى أحفادي إذا كتب الله لي عمر ٠
أريد أن أعرف رأيكما بالزواج الآن ؟
قال خير الدين إذا أنت تصرين على ذلك لامانع عندي
قالت الأم و أنت يا سعد ماهو رأيك ٠
قال سعد : كما تريدين يا أمي إذا كان هذا الشيء يفرحك فلك ذلك لا مانع عندي ٠
قالت : على بركة الله
في صباح الغد سأقوم بجولة على الأقرباء و المعارف و الجيران ، عسى الله يوفقني بقصدي هذا ٠
لم توفر جهدا" الأم في زيارة الجيران و الأقارب الأصدقاء للبحث عن عروسين لإبنيها ٠
ذهبا خير الدين و سعد إلى عملهما صباحا"٠
بينما كانت الأم تقوم بأعمال المنزل اليوميه ، و عند الظهيرة كانت أم خير الدين مستلقية على الأريكة ،
و إذ بجرس الباب يرن بشكل متقطع ، نهضت و إتجهت نحو الباب و هي تقول أيوا أيوا لحظة ،
فتحت الباب فوجدت إمرأة لا تتجاوز الخمسين عاما" حسنة المظهر يبدو عليها الثراء و بجانبها فتاتين جميلتين ملامحهما متشابهه بلون بشرة بيضاء و شعر بعتم الليل طويل و بنفس العمر ، و لباسهما موحد ٠
قالت أم خير الدين : أهلا" و سهلا" تفضلوا بالدخول
دخلو الضيوف إلى غرفة الإستقبال ، و معهم حقائبهم ، وضعوها جانب الباب و جلسوا جميعا" ٠
بعد أن رحبت بهم أم خير الدين ، ذهبت إلى المطبخ و أحضرت لهم عصيرا" باردا" من شراب التوت البري ٠
أخذ الضيوف قسطا" من الراحة و شربوا الشراب تحدثت أم البنات قائلة : لعلك لم تعرفينا بعد ؟
قالت أم خير الدين : أهلا و سهلا" بضيوف الرحمن قدمتم أهلا" و حللتم سهلا" شرفتموني ٠
بادرت الضيفة قائلة أنا هدى زوجة أخيك رسلان ،
و هاتين الصبيتين بناته فرح و مرح هما توأمان ،
و لدينا رياض أخيهما الأكبر بقي في بلاد المهجر يدير أملاك أبيه بعد وفاته بأزمة قلبية منذ شهرين ٠
تذكرت أم خير الدين أخيها رسلان عندما سافر إلى فنزويلا منذ أربعين عاما و كان شابا" يافعا" ،
سالت الدمعة على خديها ، قائلة سامحك الله يا أخي إنقطعت أخبارك عنا منذ زمن طويل ،
مسحت الدمع بكفيها و قالت مبتسمة أهلا وسهلا بكم أنتم من ريحة الغالي ٠
و عند الظهيرة عادا خير الدين و سعد إلى البيت ،
فوجدا ضيوفا"عند و الدتهم ، ألقيا التحية و السلام وجلسا مندهشين ٠ عندما رأيا فتاتين ساحرتين متشابهتين و أمهم تجلس معهم ٠
دخلت أم خير الدين من المطبخ و هي تقول الغداء جاهز
رأت خير الدين و سعد جالسيين مع الضيوف مرتبكيين ٠
و بادرت قائلة لولديها هذه السيدة هدى زوجة خالكم رسلان و هاتين الشابتين فرح و مرح بناته ،
فقال سعد و خير الدين نعم حدثتنا عن خالي سبقا" و قلت لنا أن أخباره منقطعة منذ زمن بعيد ،
قالت الأم نعم يا بني سافر منذ كان شابا" صغير السن ولم نعرف عنه شيئا"، إلى أن أتت زوجة خالك و بنتيها اليوم لتخبرنا عنهم ٠
ثم تحدثت أم البنات هدى حدثني زوجي رسلان قبل وفاته بأيام عن أن له أخت شقيقة في بلده الأم
و أعطاني العنوان و قال لي إبحثي عنها و إبقي بجواها مع البنتين
و عندما تجديها أعطها ثلث ثروتي لها و لأولادها و الباقي لك و لأولادنا و هذه وصيته كتبها قبل وفاته و أصر علي أن أعطيك نسخة عنها ٠
و في الإسبوع القادم سيصلكم إشعار من المصرف بتحويل مبلغ ثلث الثروة إلى حسابكم بالمصرف القريب من بيتكم ٠
عمت الفرحة و السرور بين العائلتين و مضى شهرين على إقامة الضيوف في بيت أم خير الدين ،
بدى إعجاب خير الدين بمرح و إعجاب سعد بفرح ،
لاحظت أم الشباب أن ولدييها يستأنسان لبنات أخيها فرح و مرح و بدت بوادر الإعجاب بينهم ٠
في جلسة عائلية طلبت الأم من ولدييها أن تخطب بنتا أخيها لهما ، فوافقا الأخيين على طلبها ،
و ما كان منها إلا أن صارحت أم البنات هدى و خطبتهما لخير الدين و سعد ٠
إقترن خير الدين بمرح و سعد بفرح بعرس واحد مشترك
و أقيمت الأفراح في ديارهم سبع أيام بلياليها ٠
مضى عامين مرضت الأم مرضا" بالغا" على إثره دخلت إلى المشفى للمعالجة و بقيت خمسة أشهر و لكن يد القدر كان أكبر حيث توفاها الله و إنتقلت ألى جوار ربها مسلمة بقضاء الله وقدره ٠
دارت رحى الأيام و طوت السنين و الأعوام ٠
أصبح لخير الدين سبع أولاد و بنتان و لسعد ستة أولاد و بنت ، وكلهم أصبحوا رجالا" و إناثا" ناضجين ، و منهم من تزوج و منهم مازال عازبا" ٠
في يوم من الأيام بعد الإلحاح و الضغط من زوجة سعد بأن يطالب بإرثه من أبيه الذي أستولى عليه خير الدين بموجب توكيل من والدته ،
و عندما طالب سعد أخيه بورثه من والده ، رفض خير الدين أن يعطيه أي شيء من تركة أبيه و مازال الطمع يعشش في صدره وعقله و قال له ليس لك عندي شيء ، يكفيك ما أخذته من إرث خالك ٠
ألح سعد على طلبه عدة مرات و كان خير الدين يرفض رفضا" قاطعا"، طلب أخيه ٠
إشتدة الخصومة و العداوة بينهما ، و إنقطع حبل الود
و زاد الكره و الصغينة بينهما مما أثر سلبا" على علاقة أولادهما ٠
بعد و فاة خير الدين بسنتين لحقة سعد إلى دار الأخرة تاركين خلفهم حقدا" و غلا" مورثا" لأولادهم و أحفادهم لم ينتهي مادام الطمع و الجشع مورثا" للأجيال القادمة ٠
وفي النهاية أقول أن مال الدنيا بالدنيا و لا ينفع أحدا"
إلا عمله و تقواه و مخافة الله هذا هو رصيد الدنيا للآخره
تمت بعون الله و حفظه
عصام نايف عقل
بتوقيعي
22/6/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعرة المبدعة : سهاد حقي الأعرجي...

  ... لوحة طريق... طريق طويل يبدأ بثوب أبيض صغير وصراخ طفل غريب لا يفهم معناه أهو خوف من خطواته الأولى ومن ذاك السراب البعيد وإلى أين ستؤول ...