لم أنم ذاك الليل
أيا صفحتي النقية كنقاء الياسمين
سأنثر عليك عطور المشاعر
مخضبة بإكسير أحرف
نشرت شذاها في المخيلة
فاح منها عبق غابات بِكْرْ
خمائلها متعانقة ...بلهفة أفنانها
عند جذورها توارت الأزهار البرية
قواعدها في قلبي تنهل منه
نبضا و حبا و عشق
هي كما انا بلا عمر
تجتاحني عواصفها فأستسلم
يُشْجيني حفيف أوراقها الغضة
تثير في كياني الإشتياق
آه لو تعلم يا أنيس الروح
كم من الورود و الرياحين
ذبلت و جفت في تربة الوجد
كم من تشرين مر عليها
مرارا جرفتها أمطار كانون
مع ذلك بقيت منتصبة على سوقها
تزهر و تذبل ... تزهر و تذبل ...
و تتوالى الفصول ... تخطت ربيعها العقود
كم من عناقيد تدلت من عرائشها
كم من ثمار الجَنان قُطِفَتْ
كم من عباءات بَلِيَتْ على النحر
كم من خمر شاخت على الرأس
وشجر التوت في كل حقبي
تحيك لي شرانقه حرير الأمل
يدثرني ... يربت على كتفي
بحنان يناجيني أن نامي على حلم
حقا تعب الفؤاد من التمني
عطشى أنا للشهد يملأ كؤوسي
يفيض سلسبيلا مدرارا
يموج ... و يسري ...
هي ليلة زارني السهاد فيها
فسامره يراعي و حبري
نهلا كبارة ٢٠٢٢/٧/١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق