سقي المرشات
(نثر)
خفت ذبول ازهار بستاني
في هذا القر المرير الآني
الذي يلفح كل كائن ويتركه يعاني،
فتسلحت بمرشات الري المخبأة في كياني
وشرعت اسقي أولى الأزهار بماء أبي الأسود الدؤلي المعروف
مشفوعا بعطر "الكتاب" لسبويه وما جمع من قواعد وحروف
قننت علم النحو واخرجته من رفوف
الجهل والهمجية وعدم تنظيم الجمل والحروف... ،
فانتقلت إلى مرش الفراهيدي عذب المياه
وسقيت العروض وبحوره وزحافاته وعلله بفحواه
ومسحت المقاطع من الاتربة التي تستعمر العروض فاختلط اعلاه بادناه
وكذلك فعلت مع التقطيع العروضي وحركاته ومحتواه،
ثم جاء دور معاذ بن مسلم الهراء لاستنجد بمرشه في العمل
وري علم الصرف من كل رتابة وملل
وتسهيل علم تحويل صيغة الكلمة وتغيير بنيتها كما ارادها هذا الفطحل
الذي وضع أسس هذا العلم مع الفتوحات الاسلامية وما تتطلبه من قانون جلل،
وختمت بمرش أبي يعقوب السكاكي ومائه الصافي
صفاء البلاغة ومكوناتها الأساسية ومغزاها الشافي
من بيان وبديع ومعاني وما يتفرع عنها من فنون تزيد اللغة قسطا من الجمال الوافي
فتعطينا علما جد كاف وشاف... ،
ثم نظفت البستان من كل الأعشاب
الطفيلية منها وما ينبت في التراب
ليستعيد بستاني اللغوي عنفوانه الذي غاب
بداخل هذا الجسد الذي شحب واعتل ونال منه السراب
-----------------------------------------------------------------------------بقلم :ماهر اللطيف (تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق