مَوَاسِمُ النُّورِ
( عَلَى بَحْرِ الْكَامِلِ )
أَشْرَقَتْ أَيَّامُ الْعَشْرِ بِنُورِهَا
فَاسْتَبْشَرَ الْقَلْبُ الْمُحِبُّ وَارْتَقَى
نَادَى الْمُنَادِي فِي الدُّنَى مُبَشِّرًا
يَا بَاغِي الْخَيْرَاتِ هَبْ وَسَبْقَا
صِيَامُهَا زَادُ الْتِقًى وَمَغَانِمَ
تُرْجَى بِهَا الْجِنَاتُ فَضْلًا مُحَقَّقًا
وَفِي اللَّيَالِي نُورٌ ذِكْرٌ سَاطِعٌ
يَحْيِي الْقُلُوبَ وَيَسْتَثِيرُ الْأَلُقَا
حَتَّى إِذَا جَاءَ التَّرْوِيَةُ ارْتَقَى
قَلْبُ الْمُحِبِّ إِلَى الْمَعَالِي مَشْرِقًا
يَوْمٌ تُرْوَى فِيهِ كُلُّ مَلَبٍّ
مِنْ زَمْزَمَ يَسْقِي الْفُؤَادَ وَيَرُوقَا
ثُمَّ ارْتِحَالٍ نَحْوَ عَرَفَاتِ الْهُدَى
يَوْمُ الْوُقُوفِ ، بِهِ الْمُنَى قَدْ تَحَقَّقَا
يَوْمٌ يُبَاهِي اللَّهُ فِيهِ عِبَادَهُ
وَيَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ وَيَعْتِقَا
يَا وَاقِفًا بِعَرَفَاتَ ، مُبْتَهِلًا
أُبَشِّرُ بِعَفْوِ اللَّهِ ، فَالْقَلْبُ رَقَا
دَعَوَاتُكَ ارْتَفَعَتْ إِلَى سَحْبِ الرِّضَا
وَالدَّمْعُ فِي الْخَدَيْنِ صَارَ مُعَلَّقًا
فَإِذَا غَرَبَتْ شَمْسُ النَّهَارِ ، فُزْتُ
بِمَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّنَا ، وَتَحَنُّنًا
فَانْهَضْ إِلَى مُزْدَلِفَةٍ مُتَخَشِّعًا
وَاجْمَعْ بِهَا الْحَصَى ، وَكُنْ مُتَأَمِّلًا
ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى مِنَى مُتَنَسِّكًا
وَارِمْ الْجِمَارَ ، وَاذْكُرْ اللَّهَ الْمُعَظَّمَا
وَانْحَرْ هَدْيَكَ اقْتِدَاءً بِسُنَةٍ
وَافْرَحْ بِعِيدِكَ ، وَكُنْ مُتَنَعِّمًا
هَذَا هُوَ الْحَجُّ الْمَبْرُورُ ، فَاغْتَنِمْ
أَيَّامَهِ ، وَازْرَعْ بِهَا الْخَيْرَ الْمُنَمَّى
وَاشْكُرْ إِلَهَكَ ، وَادْعُهُ مُتَضَرِّعًا
يُثْبِتُ الْقَلْبَ ، وَيَغْفِرُ الْمَأْثَمَا
مُحَمَّدِنُورَالْدِينْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق