{ كف الورد}
سوف أقرأ خطوط كفك وما فيه
وافضي لك بما يحتويه
دون نقصان ودون زود
يا أيها الكادح المكد
أريدك أن تنظر لسبابتي
حيث تُحدد
وكن لي معينًا وتمعَّن
على بساط كفك الممتد المجعَّد
هناك خطوط طول وعرض
تشبه خطوط الأرض
.....2
انظر
في الأسفل
هناك يتراءى لي خطًا مهملًا
مجندلا
مسلكه قديم
قديم
من ماء وطين
حفرت عليه السنين
فجوات كهوف وأغوار
ووهود تملؤها أخاديد شقاء من نار
نبتت على ناصيته
هامات من الهشيم
يُسجِّل للبشر
صكوك القدر
وأنت وقَّعت بتؤدة
يا أيها المهموم
دون أن تعترض
على صك قدرك المحتوم
وأن يكون كفك الملثوم
بالألم
دون أن تعلم
خير كفوف الأرض
......3
هناك خط آخر
مرتدًا غائرا
رسم متأخرا عن الأول
قد مال والتوى
عن جرح متقيح
موشوم بسمرة القمح
من ماء جبينك قد ارتوى
إن رأى جناه مزهرًا مورقا
تزينت الروح بالألق
وتبسم وفرح الجوى
ويوم عرس الحصاد
على ما جناه من غلال
ومن الرزق الحلال
شكر الله وتحمَّد
......4
هناك في الأعلى موجود
خطََين متوازيين
يشبها نهرا الفرات ودجلة
تظللهما ألف نخلة ونخلة
لكل منهما دلالة
خط كالسيف البتار
وشم بالطين
يبرق كل حين
من بين النار
وأنفاس الغبار
وكأنه خيضت على شعابه معركة حطين
كف عزيز النفس متمردا
ذو هيبة
لا يعرف الذلات ولا العيب
والآخر خط الإيمان
صاحب أفنان القلب النابض
المكسية بثمار الخشوع
الممتدة إلى ما وراء الضلوع
إن ناجت الله ذرفت مآقيك الدموع
وترقرق قلبك بالإيمان ولله سجد
......5
يا سيدي الكادح الزاهد
العابد الأمين
يا صاحب الكف المتعفِّر بالطين
يا روح الأرض الواعدة
يا صاحب بسملات الفجر
والكف المبارك
المثابر المجاهد
يا أيها القنوع الصبور
الذي رضي بما كتبه الله له
وبما أراد
يا شارب الحنظل
الصابر في وقت الشدائد
يا سيمفونية المناجل
ومواويل يوم الحصاد
إن على كفك تختبئ مواسم الفصول
معالمه تشبه بيادر الحقول
خطوطه أتلام حرث
تشقوقاته منابت غرث
يفوح جبينه بعبق التراب
تعشش به طيور الخير أسرابا
خلجانه المرنانة
تفور بينابيع العطاء وتنساب
فأكثر من هذا لن أزد
إلا جملة واحدة
أقولها لك مجتهدا
لما لا تزرع كفك المعطاء
بالريحان والورد !؟
فوالله من ثناياه ينبت خير الأرض
• علاء الغريب / كاتب صحفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق