لا هنا...
وهناك... لا
كل الوجوه المستلقية
تحت أقدام الرب
لا تفعل شيئا
سوى
أن ترضي داخلها
أعوام الصمت.
................
على أرصفة الجوع
شباب
وشيوخ
وعجائز
متلوّنة أجسادهم
بأوحال القدر الضاحك
ممزقة أرديتهم الرثة
عوراتهم
لا تقبح ذاتهم
وتقبح وجه التاريخ
كما عورة (عمربن العاص)
يتابعون
نهم العالم
بعيون داعسة
ينتظرون......
جفاف الصبر
في صدورهم.
................
بائع
أوراق اليانصيب
يبيع ملايين المال
بثمن بخس،
لم يكترث يوما
ليدفع من جيبه
ثمن ورقة منها
خشية
أن يغضب صاحبة رغيف الخبز
فيعود لأولاده
وهو المغضوب عليه.
.....................
عامل النظافة في الشارع
تحرقه الشمس
وتعصف به الريح،
يجلده الصقيع،
يقذفونه بالمهملات.
العابرون
بسياراتهم الفارهة
ضاحكون
و لا يبتئس،
يضحك
إن عثر على حقيبة مكتظة بالنقود،
وسريعا
يبحث عن صاحبها
كي يرضى عنه
الصبر الناهش....
اللحم
حول عظامه.
..................
الواقف
بطابور الكشف المجاني
في المشفى العام
لا يتململ....
من طول الإنتظار
والآلام ....
كجرذان تقرض أحشاءه
كلما أتيحت له الفرصة
يتحسس العملة المعدنية الوحيدة
بجيب سرواله
ليطمئن......
على سلامة أولاده
في البيت.
....................
كل هذه الأضواء المبهرة
في الجانب الآخر
من الحياة
ما أزاغت
عيون المتعبد في ظلام حجرته
نومة أطفاله
بأمان المستضعفين.
............
حالة
من النشاط
والعمل الدؤوب
تجتاح كل الطرق الرئيسية
منذ الصباح الباكر
إذ أن الوالي قد أمر
بسرعة تمهيدها
لعبور موكب الأمراء
قبل موعد الغذاء
ففي القصر هناك..
وليمة ضخمة
بمناسبة التصديق على البيعة
بالأمر
وتجديد عهد الوالي
برعايته الرعية
بدستور الولاء.
........
عصام عبد المحسن
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق