همسات
دموع القمر ( ٢ )
ما أصعب فراق الأحبة
و ذهب أحمد و محمد حتى يأتوا بقمر و بينما كان الجميع فى انتظار البدر المنير حتى تعالت صرخات أحمد و محمد و أسرع الجميع إلى غرفة قمر فوجدوا القمر قد فارق الحياة وجدوها جالسة على الكرسي و على وجهها إبتسامة ليس لها مثيل و وجهها مثل البدر كانت تشبه الملاك النائم و هنا تعالت صرخات حوريه عندما علمت بموت قمر و جلست تحت قدميها تقبلها و تبدل الفرح لحزن و تعالت الصرخات بدل من الزغاريد و ودعت الحارة القمر إلى مدفنه و أخذ الجميع يلقبها بعروس الجنة أما حوريه دخلت فى غيبوبة لمده كبيره جداً و عندما عادت منها وجدت أحمد و محمد فى حالة لا يرسى لها و تبدلت السعادة فى البيت بالاحزان و بعد مرور شهور حتى شعرت حوريه بأنها تكاد تفقد أحمد و محمد من كثرة الحزن حتى قالت لنفسها لابد أن أدخل السعادة على أولادي من جديد وكان محمد قد رجع عمله فى الجامعة وأخذ يذاكر لكي يحصل على الدكتوراه أما أحمد كان يعلم مدى حب أمه لقمر فكان يعود من العمل كل يوم ثم يجلس بجوار أمه حتى يخفف عنها بعد قمر و كانت منال صديقة قمر تأتي كل فترة هى و أمها لزيارة حوريه ولاحظت حوريه اعجاب أحمد بها و طلبت حوريه من أحمد أن يتمم زواجه من منال حتى تدخل الفرحة البيت من جديد وافق أحمد وبالفعل تمت الخطبة كانت حوريه ترسم الفرحة على وجهها لكن فى الحقيقة الحزن على بنتها يمزق قلبها فى كل ليلة خاصة أثناء الليل عندما تدخل غرفتها و تجلس على السرير و تبحث عن توأم روحها التى كانت تنام فى حضنها كل يوم أما محمد كانت من أحلامه أن يسافر الى الخارج ليكمل دراسته و بعد ما تم زواج أحمد سافر محمد للخارج و كان على اتصال دائم بأمه وأخيه وبعد مرور سنه علم محمد أن منال حامل وكانت فرحته كبيرة جدًا و رزق أحمد بأنثى غاية فى الجمال كانت تشبه قمر عروس الجنة و صمم أحمد أن يسميها قمر و أصبحت قمر تملأ حياة الجميع بهجة وسعادة وعاد محمد من الخارج بعد ما أتم دراسته وأصبح دكتور فى الاقتصاد و التحق مدرس فى الجامعة و أصبحت قمر تذهب للحضانة و كانت حوريه تكرس كل وقتها لرعاية قمر كانت ترى فيها روح عروس الجنة حتى جميع من فى الحارة يتعجب على نسبة الشبه بينها و بين عمتها التى توفيت و كانت تقول حوريه أن الله عوض عليها بقمر الصغرى أما منال كانت تعيش فى سعادة كبيرة مع أحمد لأنه شاب حنون و طيب القلب و فى يوم جاء محمد و قال لأمه أنه يريد الزواج من زميلة له فى الجامعة و أنه مرشح للسفر فى منحة دراسية وافقت حوريه و تم الزواج و سافر محمد مع عروسه و كان محمد متعلق بقمر الصغيره جداً حيث كان يتصل بها كل يوم و مرت الأيام حتى دخلت قمر أولي ابتدائى و مر العام و نجحت و اتصلت على عمها لتبشره بالنجاح لكنها شعرت بحزن فى صوته كما شعرت حوريه أيضا بذلك و عندما سألته قال أنه كان عنده برد و فى طريقه للشفاء ولاحظت منال أن أحمد على غير عادته فكانت تشعر بأنه فى حزن دائم و كلما سألته يقول أنه لديه مشاكل فى العمل و بدأ محمد يتأخر فى الاتصال و كانت حوريه قلقة عليه و بعد أيام قليلة صارح أحمد أمه بأنه علم أن محمد طلق زوجته و هنا شعرت حوريه بخوف على محمد و طلبت من أحمد أن يتصل به حتى تتحدث معه و كان بالفعل و سألته عن سبب الطلاق كما سألته عن عدم الانجاب فهو متزوج منذ سنتين قال لها أنه اكتشف أنها عاقر كان يحدثها بصوت عادى و هادئ لكنها بعد المكالمة قالت لأحمد أخيك به هم كبير أكثر من هم الطلاق و طلبت منه أن يعود من السفر لكنه أكد لها أنه يعود عن قريب أما قمر فكانت ذكيه جداً و مجتهدة فى دراستها و فى يوم جاء أحمد من عمله يبدو عليه الهم الشديد و حاول أن يداري دموعه عن أمه و ابنته لكن منال لاحظت كل شيء ظلت صامتة حتى دخل أحمد غرفته ثم دخلت إليه تسأله عن همه و هنا نزلت دموع أحمد بغزارة ثم ارتمى فى حضن منال و قال لها لم أعد أتحمل السر وحدي يجب أن أحكي لكي قالت منال ما هو هذا السر الذى جعلك فى حزن وهم طوال الوقت انتظروني غدا لنعرف ما هو السر تحياتي
الكاتبة / هناء البحيرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق