( لن تُدرِكي ذاكَ السَراب )
لا تَتبَعي الفارِسَ ... قد تَوارى في الضَباب ...
بَينَ الروابي في السُهول ... في الهِضاب
لا تُجهِدي أعصابَكِ في بَحثِكِ عَبرَ تِلكَ الشٌِعاب ...
في داخِلَ أدغالِنا ما بينَ قِطعانِ الذِئاب
لا توغِلي يا حُلوَتي في الغاب ...
وعلى رِسلكِ ... لا تَغُرٌَنٌَكِ تِلكَ الدُروب
أو تَلهَثي في إثرِهِ ... بَعدَما شاقَهُ مِنكِ الهُروب
لا تَترُكي قَلبَكِ على الفُراقِ يَذوب
فالشِعابُ تَحفَلُ بالذِئاب
وما تَزالي تَألَمين ... يالَلغِياب
وتَلهَثين ... يا لَهُ قَلبكِ المِسكين
وتِلكُمُ الأهداب ... رَفرَفَت قَد شاقَها لَهُ الحَنين
وأنتِ لا زِلتِ عَنهُ تَبحثين ... وسعيُكِ لا يَستَكين
والفارِسُ قَلبُهُ لا يَرقٌُ ... ولا يَلين
تَمَهٌَلِ .. وأترُكِ نَبضَكِ يَهدَأُ في الوَتين
فالنارُ في دَمِكِ ... لَم تَزَل تُلهِبُ الشَرَيان
إن يَكُنِ الفارِسُ شَهماً وفي حُبٌِهِ يُبدي الحَنين
لا يَتركُ الغادَةَ ... تَضيعُ مِن عُمرِها أيامَها تَمضي ... السِنين
تَلَفٌَتَت نَحوي وقَد بَدا على وَجهِها إضطِراب
قالَت ... هَل تَراني أبحَثُ عن السَراب ؟
أجبتها ... يا غادَتي ... في السُؤالِ يَكمُنُ كُلٌُ الجَواب
فَأدرَكَت أنٌَ مَن غادَرَ عامِداً لَن يَعود
فالحُبٌُ لا يُزهِرُ إن يَكُن رازِحاً في القُيود
هَمَسَت وقَد أراحَها الحِوار
سَألَت ... هَل تَعودُ يا فَتى بِرِفقَتي لِلدِيار ؟
وفي الطَريق ... هَتَفَت يا لَهُ من فارِسٍ غَدٌَار
وإستَرسَلَت ... أشهَدُ بأنٌَكَ فارِسي المُغوار ... وأنٌَكَ يا فارِسي الإختِيار
قُلتُ في خاطِري ... يا لَها تِلكُمُ الأقدار
بَل يا لَهُ قَلبها ... من هَمسَةٍ ... يَأخُذُ هذا القَرار ؟
ويُخرِجُ في لَحظَةٍ سَيلَها الأسرار
فَكَيفَ لَو حاوَرتَها بِرِقٌَةٍ ... كَما يَنبَغي أن يَكونَ الحِوار ؟؟؟
لكانت إذاََ قَد جاوَزَت من فَورِها تِلكَ الحُدود ... تَسَلٌَقَت من فَوقِها الأسوار
في بُرهَةٍ تَعشَقُ هذهِ ... كالطِفلَةِ يا لَهُ قَلبُها حينَما يُستَثار
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق