( البشر مختلفون )
يختلف البشر في الطباع ... لا شك في ذلك ...حيث انها فطرة الله التي فطر الناس عليها ... فتراهم يتمايزون بالتعبير عن الحزن او عن الفرح ... او النجاح او الفشل ... وتتبدى تلك الاختلافات بردود الافعال بين الهدوء والانفعال الشديد ... والمبالغة احيانا في كلا الامرين ... غير ان الإسلام دعا الى الاعتدال ... حيث قال الله عز وجل ... ان الله ﻻ يحب كل مختال فخور ... وعليه فانه ينبغي للانسان سواء اكان رجلاََ أو امرأة ان يراعي عدم الوقوع بالشطط او التطرف او المبالغة في اي امر من الامور لان المبالغة تفقد صاحبها الاتزان ورجاحة العقل وتخفف من مصداقيته عند العقلاء .إياكم والمبالغة بحبكم وكرهكم بشجاعتكم وجبنكم بتقواكم وكفركم بتحفظكم وفجركم ... إلى آخره ...
ومن الأمور التي تدفع إلى التعصب الأعمى ... يأتي على رأسها الجهل وإنعدام الثقافة والإستعداد النفسي لأن يكون الجاهل مستعبداً لفكرة أو لمبدأ مهما يكن ولا يريد أن يسمع ما يخالفه ...
فالتعصب مشتق من كلمة ( العصبة ) أو ( العصابة ) التي توضع على العينين لتحجب الرؤية ...
فقد ميز الخالق العظيم الإنسان عن سائر خلقه بالعقل ... بل وخلقه في أحسن تقويم ... ليكون قدوة في الحياة ... لا لأن يكون ( أمٌَعَة ) يساق كالأنعام ... ومن الحكمة أن يستعمل هذا العقل بما يرضي الله ... وينفع الناس بإختيار المواقف التي تمليها عليهم ضمائرهم الحرة ... لا رغباتهم الفانية التي يتوهمونها بالتعصب لهذه الجهة أولتلك ... وبالنتيجة فالبشر وما يتعصبون له إلى زوال ... ويبقى الخزي والعار ...
اللهم إجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ...
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق