الجفن الليل يسهده
الدمع يبلل مرقده
فهموم اليوم تنغصه
وغرام الامس يشرده
والبسمة تغادر شفتاه
والحزن أتاه توعده
صوت مازال يسمعه
أصداء الريح تردده
أضناك الامس وشردك
وأتعبك اليوم فماغده
ذكراه زاد توهجها
والقلب لظاه يهدده
ضمآن النفس محيرها
سكران العقل معربده
مشغول الفكر مشوشه
وسمو الروح يعانده
لو أن العالم أنكره
مغناه الطير تغرده
بالحب ينؤ كاهله
وفي الليل جفاه مرقده
والهجر كذلك أرهقه
فليجني ما فعلت يده
قد بات منكسر النفس
مجروح القلب مشرده
عذبه السهر وآلمه
وبالحزن حاز تفرده
فالجفن الليل يسهده
والدمع يبلل مرقده
والعين صارت ذابلة
مخزون الدمع تبدده
قد كان الليل يسليه
هاهو اليوم ينكده
بالامس الزهر يجذبه
وغناء الطير يسعده
يمشي في الغاب وتنعشه
نسمات ربيع تهدهده
يعدو كالطفل ويفرحه
أملا في الغد يسانده
موفور الصحة متوجها
مكتمل الحسن مورده
وجمال الكون يناديه
لإله واحد يعبده
كل الاشجار تسبحه
وكل الاشياء تمجده
منشرح النفس راضيها
أطياف الفرح تراوده
إكليل الحب يكلله
وملاك الحب يوادده
فيخال الكون حديقته
يسجد لله ويحمده
لكن الليل يهاجمه
ويجيء الحزن يكايده
بخيال يسكن في القلب
لكنه يفلت من يده
تهجره البسمة وتتركه
لأشباح الحزن تراصده
قد كان الضحك يلازمه
صار هو الحزن مجسده
الهادي خليفة الصويعي / ليبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق