حَانَة الْعِشْق . . .
سَاء حُكْمِك وَقَد ظَلم بِغير هُدىَّ وَغَدَر
أَسْأَلُك مَتَى فَجْر لَيْل الْأَلَم وَأَيْن غَدهُ .
وطَيفك يسقِني الْهَوَى مِنْ نَدًى الْفَجْر
ثَمِل فِى حَانَة الْعِشْق سَكْرَان معربدهُ .
كَنَجم اتّبَعَك لَا أَعُودُ أَبَدًا وَإِنْ فَنًّا الْعُمْر
لَا ذَنْبَ لَك أَيُحكَم قَاتَل إذْ لَمْ تُقْتَل يدهُ .
إنْ قُلْت فِى عِشقِك حَياتِى فَأَنَا اخْتَصَر
وقَلْبِي مُعَذَّبٌ فِيك يُفِيض بِالدَّمْع موردهُ .
وستبقى هَمسَاتِي لَك خَمائِل أبَدَ الدَّهْرِ
تُحْكَى قِصَّتِي وتَنشُر فِيك غَرَام أسيرهُ .
أَكْتُبُ عَنْ غَرَامِي هذا الَّذِي يَعْزف بِكُلِّ وَتْرٍ
وَكَيْف بفؤادي الَّذِى تَاه وَهَامٌ فِيك تعذبهُ .
يَأْخُذُنِي حُلْمِي إلَى أمَانِىِّ كَغَيمَة مِن العِطْر
أَسِير حَنيِن وَلِهٌ تَأَتَّى الظُّنُون قَلْبِي لِتُجلِدهُ .
لَعَمْرِيَ مَا عَرَفْت هَكَذَا عَشِق يُهلِك ويَقبُر
ومُعذِبة مَا كَانَتْ إلاَّ الْأَقْرَب وَلِلْقَلْب حياتهُ .
يُعْمِي الْأَبْصَار ذَكَرَهُ فَمَا بَالُ إذ يُدْرِكُهُ الْبَصَرُ
حُسْنِهَا كغَزَال يَصِيدُك وَيَعِزّ عَلَيْك تَصَيُدهُ .
وحَديِثي لَه يَطُول كُلِّ حِينٍ وَهُوَ مَنْ يَقْصُرُ
كَعابِد بالقَصِيد لَه أَتْلُو آيَات عِشْقِي واتعبدهُ .
تَغِيب وتَلوُح بِالأُفُق وَبَيْنَهُمَا اُنْظُر وَانْتَظَرُ
وَالْقَلْبُ ذاب بهْوَاكم فَإِنْ هَلَكَ هل يَبكيهِ عُودُهُ .
يَقْسُو الزَّمَان وَحُكْمُه كَسَيْف قَاطِعٌ وَباتِرُ
وَلَيْلٌ يَشْهَد وَنَجْم وَدَمْع وسُهد كَانُوا سُمارهُ .
أُناشد خَيالَك بِأبياَت شَوقِِ أَبكَت الحَجرُ
وَرقَدت أَوجَاعِي تَبكِى بِبَيت حزين أردَدهُ .
فأسْأَل عَني طَيفُك وَليَالٍ وَشِعرٌ وَقَمرُ
وأسْأل العَاشقِينَ عَن عَذابِه وَعَن سِرهُ .
مِن أجلِك آمَنتُ بالعِشق فَكَيف بَعد أكفُرُ
وأنا من شَيَّد مَعبَدهُ وَصَرحُهُ أبيَديِّ أهدِمهُ .
(فارس القلم)
بقلمى / رَمَضَان الشَّافِعِىّ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق