السبت، 14 أكتوبر 2023

( السر ) المحامي. عبد الكريم الصوفي

 ( السر ) ... The Secret

الحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية والبابلية والسومرية والأشورية ... وغيرها الكثير من تلك الأمم والحضارات التي تركت آثاراً مدهشة خلدها التاريخ في أبهى صفحاته وتركت للتراث الإنساني الكثير من المعارف التي تزهو بها الإنسانية حتى هذا اليوم ... إنما وصلت إلى ما وصلت إليه نتيجة لإكتشافها للسر الخطير الذي مكنها من النهوض والإستمرار لفترات طويلة من الزمن ... شيدت خلالها ما تفخر به الإنسانية إلى يومنا هذا ... وفي كافة فروع العلم ...
السر المكنشف والذي بقي طي الكتمان لا يعرفه إلا الأعداد النادرة من الفلاسفة والأدباء والفنانين والحكماء ... والذي نشره أحد المؤرخين ليطلع عليه العامة لتغلب السعادة والرضا عل المجتمعات الإنسانية بكل أطيافها الغنية والفقيرة ... إنما يتمثل بكلمة واحدة ... وهي ( قانون الجذب ) وهو قانون علمي حقيقي مثله مثل ( قانون الجاذبية ) ... وقد أجريت مئات الدراسات العلمية والفلسفية والنفسية على هذا القانون ولا مجال في هذا البحث الوجيز والمقتضب من الغوص في غمار تلك المؤلفات ...
إنما يمكننا تلخيص أهم نقاط بحثها بما يلي
١ _ الكون عبارة عن طاقة مطلقة القدرة ترسل ذبذباتها بترددات هي أشبه بالموجات الإذاعية أو التلفزيونية
٢ _ فإذا سيطرت على الإنسان المشاعر السلبية والإكتئاب ... يكون في الحقيقة أعَدٌَ مستقبلاته لأن تتلقى من الطاقة الكونية فقط ما هو سلبي وكئيب ... فيغرق بالكئابة والسلبية إلى ما شاء الله
٣ _ أما إن هو أشاع في نفسه أجواء التفاؤل والسعادة وأخذ يحلم بالحياة الهانئة ... فإنه يكون قد أعدٌَ مستقبلاته للطاقة الكونية الإيجابية ... وهي بدورها تمده بكل ما هو إيجابي وجميل ... الأمر الذي يجعل من أحلامه أمراً قابلاً للتحقيق وأن ينتقل من عالم الحلم والواقع الإفتراضي ... إلى الواقع الحقيقي ... بحيث يحقق ذلك الإنسان سواء أكان فرداً أو مجتمعاً كل الأهداف والطموحات التي يحلم بها
٤ _ لا يكفي للإنسان أن يحلم وأن يتمنى في الوقت الذي يكون إيمانه ضعيفاً أو غير راسخ بقدرة ( قانون الجذب )
فلا يمكن لفعاليات هذا القانون أن تعمل
في حين أن فعاليات هذا القانون تعمل بأقصى طاقاتها
على تحقيق كل الأحلام مهما تكن ... طالما كان الإيمان بقدراته إيماناً راسخاً لا تشوبه شائبة
٥ _ يجب أن تكون أحلامنا بصيغة المضارع وكأن ما نحلم به ونتمناه ... نمتلكه فعلاً وهو بين أيدينا وليس مجرد أحلام وتمنيات ... من الصعوبة بمكان تحقيقها ... وعندها لن يعمل قانون الجذب إطلاقاً ولن تصل إلى ما تصبو إليه
٦ _ إن ( لقانون الجذب ) آثاره الدينية والإجتماعية متمثلة بالقول اكريم ( تفاءلو بالخير تجدوه )
وكل واحد منا يلحظ في حياته وفي تقلبات مزاجه أن الحزن والكئابة يجلبان الأحزان بشكل تراكمي ومستمر يَسِمُ مجمل حياتنا بتلك الصفات التشاؤمية ...
في حين أن المتفائلين دائماً تراهم سعداء يبتسمون ويواجهون تقلبات الحياة بعقيدة راسخة بأن الأحزان والعقبات والمصائب لا بد وأن تزول وأن يحل الخير والفرح بدلاً عنها ... وقد قيل بالأمثال ( عاشر السعيد تسعد )
وقد مارست هذا العلم في حياتي الخاصة ونصحت فيه الكثير من الأصدقاء وقمت بتدريبهم عليه ... وذلك لأن إتقانه يحتاج إلى إضطلاع واسع ومعمق ... والأمر ليس سهلاً ولا مَيسوراً للجميع لأن ترويض النفوس من الأعمال المجهدة التي لا يملك الكثير من البشر القدرة عليها أو الإيمان بها أساساً
بسم الله الرحمن الرحيم ... ( ونفسٍ وما سَوٌَاها فألهَمَها فُجورَها وتَقواها ) صدق الله العظيم ...
ومع إدراكي المسبق لما يمكن أن تثيره هذه المقالة عند بعض البشر الجدليين بطبيعتهم ... لكنني لم أتردد بكتابتها عسى أن تساهم بإزالة الغُمٌَة والتشاؤم عن الكثير من البشر وأن يهديهم الله تعالى إلى الطريق القويم ...
وأن أتباع العقائد السماوية إذا كان إيمانهم بدياناتهم راسخاً واعياً خالياً من التعصب الأعمى والإنقياد البهيمي ... فإن هذا الإيمان يغني عن أية رياضات وتدريبات روحية واردة لنا من شرق آسيا ...
فالإيمان المطلق بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ... هو مبعث كل طمأنينة للقلوب...
الحائرة والنفوس التائهة
ونحن المسلمون لدينا البدل الأفضل من كل تلك الرياضات ( المسماة روحانية ) وهو إيماننا برحمن السماوات والأراضين جَلٌَ في عُلاه ... ألا بذكر الله تطمئن القلوب ...
أتمنى كل الخير والمحبة لجميع الأصدقاء
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر: محمد الدبلي الفاطمي

  ضاقتْ بما فَعَلوا قُلْ لي بِرَبّكَ هلْ ضاقتْ بنا السُّبُلُ أمِ العَقيدَةُ قدْ ضاقتْ بما فَعَلوا نَبْكي ونضْحَكُ والمأْساةُ قدْ كَبُرتْ واس...