صغيري لا تكبر
ما للعروبة تبدو مثلَ زانيةٍ
يعبثُ بها كلُّ من طغى وتجبَّرْ
هذه الأوطانُ إذا تولاَّها
سفَّاحٌ ودجَّالٌ كيفَ سَنُبحِرُ ؟
وكيفَ نكتبُ عن إيماننا وفي بلادي
كفرٌ أن تقولَ أللهُ أكبر .
حملتُ شوقي فوق قلبي مثل عشقي
فأهلكني والحب بغير الشوق ما أزهرْ
صغير أرجوك لا تكبر
حاكمنا قاطع طريقٍ
يفتحُ لعدوِّي كلَّ معبر
أمتنا مبعثرة، ممزقة ومقسَّمةً
في كلِّ يومٍ سفاحاً تتكاثر وتكبر
حكامٌ يبنون دولا في بطونهم
يحمون الأوطان بطبولهم
وفي كلِّ دقيقةٍ نخسَر .
في أرضنا قرودٌ يبنون للورود مشنقةً
ويغرسون في احشائنا خنجر .
فهذا حاكمٌ يخذلنا
وذا مسلمٌ يكفِّرُنا
وأرسلوا علينا إرهابياً ينحرُنا
وإرهابياً يفجرِّنا
ولا نعرفُ لماذا فجَّرْ.
ولنا مقاومة وإسنادٌ وإيمانٌ
وشهادةٌ طعمها أحلى من السُكَّر.
أوَّاهُ على أمٍ ثكلى
أوَّاه على طفلةٍ تشظَّت
أوَّاه على الجرحِ في روحي
أوَّاهُ كم أزهر .
في هذا الزمن الغير محسوب
تتوهج غمزةٌ من نورٍ
في زمن الظلام تحتضرُ الهمساتُ
والهواء تبخَّرْ.
جدران البؤس مالت برؤوسها
والوقت كالليل يسري
وليس لنا سوى همسٌ مجنونٌ
في كلِّ يومٍ سيكبر.
صغيري أرجوك لا تكبر .
د.أنور مغنية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق