قصة قصيرة من نسج الخيال بقلمي
إجترار الأيامتلاطمت أمواج عمري على حافة الزمن أرهقها الغياب والانتظار على محطات السهر ولعبت النجمات على ظهر القمر والليل يحمل منجله ليقلع زهرات الصبر والصبح تلاشت خيوطه بين الطلوع وزخات المطر وتقلبات الاجواء
وخيباتها تنكسر يعلو صريخ الروح من الآهات ولا ترغب ان تحتضر أملٌ ضئيل بصيصه من ثقب باب موصود مستتر حكاية عجوز انهكها العياء في ذلك الكوخ المهجور تآكلت حواف عمرها كالخريف العجوز وتساقطتْ أوراق خريفها الواحدة تلو الأخرى وتعرت سنين عمرها بغياب المحبة والسعادة والعطف تبكي حينما تنظر لمرآتها لتَجّتر ذلك الوجه النَظْرَ وشقاوة العيون الساحرة رحل الجمال مع عربات قطار العمر.
كانت بداية العشرينات من عمرها تزوجت زواج معارف وزواج تقليدي زواج كباقي فتيات جيلها المهم تتزوج ولايطلق احد عليها تجاوزت العنوسة الكلمة اللئيمة التي تقصم ظهر الفتيات رغم ثقافة نفسها لكن المجتمع الذي حولها قاسي ومتخلف للغاية أكملت دراستها الجامعية لكن لا تتملك الشجاعة لمواجهة التيار المتخلف الرجعي تمشي مع مسيرة العادات والتقاليد التي يتقلدها كل من حولها الذي يكبرها سناً ومن يصغرها وان تعيش بين عائلة لا تعرف كيف تتطبع معها ولا تعرف معنى الزواج ومسؤليته تعرف فقط زوج وأنجاب اطفال والأعتناء بهم وبزوجها نست حينها انها أنثى صغيرة وجميلة ولا من رجل بعد كل ماتقوم به يسمعها الكلمة الجميلة تخفف عن كاهلها متاعب الحياة.
تقوت على الحياة قادت قطار عمرها بما لديها من معطيات وقوة وبأس لعبت الدورين بتربية أبنائها والاعتناء بهم كالبوة الشرسة البعيدة عن القلوب الحنينة تجمعت قساوة الدنيا وتعبها بجسدها الرقيق والضعيف حاولت جاهدة ان تتباها بنتاج رحمها وماخلفَ من اولاد وساعدت زوجها مرارا ان يقف ليتكأ على كتفها وفي كل مرة يخذلها وتعبها والمعاناة لاتنتهي كالشلال المنحدر من قمة الجبل العالي أولادها شقوا طريق حياتهم وعاشوا كما يحبون زوجها تركها ورحل عن الحياة بقت هي التي كانت تعيل كل هذا العدد من الأشخاص لم يعيلها أحدا تعش بكوخ من الحياة وترحم نفسها تلومها حينما تنظر للمرآة التي أمامها هي لاتتحدث للمرآة وإنما المرآة التي تحكي لها كيف كانت واليوم كيف أصبحت ومأساة الأيام لاترحمها سلوتها تجتر أيامها بين حيطان كوخها ومرآتها... النهاية
فينا .1.2025
بقلمي
ايمان النشمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق