الأربعاء، 4 يونيو 2025

( رُحماكَ رَبِّيْ)قلم الكاتب الرائع: زياد الجزائري-

 ( رُحماكَ رَبِّيْ)

رُحماكَ رَبِّيْ مِنْ هُمومٍ طَوَّقَت
رُوحيْ ، وَماتَرَكَت رُؤىً لِخَيالِيْ
بَاتَت ضَروراتُ الحَياةِ شَواغِلي
فَتَضاءَلت في ظِلِّها آمالِيْ
أَنكَرتُ مِنْ طُولِ العَناءِ مَوَاهِبي
حَتى اشتَكى الإِبداعُ مِنْ إِهمالِي
أُنسِيتُ كُلَّ مَطامِحِي فِيْ غَمرةٍ
مِنْ سُوءِ عَيشٍ،صارَ كالأَغلالِ
وَنَسِيتُ أَنِّي شَاعِرٌ ثَرُّ الهَوى
وَبِتافِهِ الأَحلامِ لَستُ أُبالِيْ
وَبِغَيرِ حُبٍّ أَو جَمالٍ لَمْ أَذُقْ
مَعنىَ الحَياةِ وَلَمْ تَرُق أَحوالِيْ
رُحماكَ رَبِّي مِنْ تَفاقُمِ غُربَتِي
وَرَهيفِ قَلبٍ عاشَ فِي أَدغَالِ
وَجَفاءِ خِلَّانٍ وَهَبتُ مَوَدَّتِي
لِجَمِيعِهم وَبَذَلتُ دُونَ مَنالِ
لَمْ يَنقَطِع مِنِّي الوفاءُ لِواحِدٍ
مِنهُم ، وَدامَ تَعاطُفي وَوِصالي
لَكِنَّ وُدِّي شِبهُ نَهرٍ قَد جَرى
فِيْ قَفرةٍ ، بَل نَحوَ (رُبعٍ خَالِ)
رُحماكَ ربِّي مِنْ صَديقٍ حاسِدٍ
أَو عاشِقٍ لِلذَّاتِ دُونَ مِلالِ
إِنْ يُعطَ يَأْخُذْ إِنَّما إنْ جِئتَهُ
تَرجو عَطاهُ تَقِفْ على الأَطلالِ
رُحماكَ ربِّي مِن قَريبٍ جاحِدٍ
بِوَشيجَةِ الأَرحامِ غَيْرِ مُبَالِ
رُحماكَ رَبِّي مِنْ زَمانٍ مُوحِشٍ
الحَظُّ يَضحَكُ فِيْهِ لِلأَنذالِ
والعِلمُ والأَخلاقُ فِيهِ بِضاعَةٌ
كَسَدت ، وَباتَ الرَّأيُ لِلجُهَّالِ
-شعر ؛ زياد الجزائري-
مساء ١١ أيار ٢٠٢٥م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القُدْسُ فِي عِيدِهَا.قلم الكاتب الرائع:حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

  القُدْسُ فِي عِيدِهَا. سَلُوا القُدْسَ مَا العِيدُ فِي أَرْضِهَا ومَا الفَـرَحُ الصَّاخِبُ الطَّافِـحُ؟ وسَلْ مَرْيَـمًا والمَسِيحَ، هُـنَ...