غـَصـِبـَتْ فـي لـَحـْظـَةِ حـَنـَقٍ
وَغـادَرَتـْهُ مـَشـْدوهـاً
فـَهـامَ عـَلى وَجـْهـِهِ مـَكـْسـوفـاً
تـَرَكَ الـْبـَيـْتَ وَراءَهُ يـُفـَتـِشُ عـَنـْهـا
يـَجـوبُ طـُرُقـاتِ الـْحـَواري دونَ لأيٍ
وَيـَذْرَعُ الأزِقـَّةَ دونَ تـَوَقـُّفٍ
فـَمـا وَجـَدَ لـَهـا أثـَراً
وَلا سـَمـِعَ عـَنـْهـا خـَبـَرا
وَسـارَتِ الأيـامُ والـْشـُّهـورُ
وازْداد الـْحـَنـيـن فـي الـْقـَلـْبـَيـنْ
وَنـَخـَرَ فؤادَهـا الـْنـَّدَمْ
عـادَتْ إلـى الـْبـَيـْتِ فـَلـَمْ تـَجـِدْهُ
والـْبـابُ عـَلـى مـِصـْراعـَيـْهِ مـَفـْتـوحٌ
وَجـاءَ الـْلـَّيـْلُ ثـَقـيـلا بـِحـَلـْكـَتـِهِ
وَصـاحـِبُ الـْبـَيـْتِ مـا عـادَ
وَسـاوَرَتـْهـا الأفـْكـارُ والـْوِسـْواسُ يـَجـْلـِدُهـا
فـَمـا عـَرَفـَتْ لـْلـْنـَّوْمِ طـَعـْمـاً
والـْسـُّهـْدُ أضـْنـاهـا
وَتـَمـَلـْمـَلـَتْ ذُكـاءُ فـَوْق الـْشـَّفـَقْ
فـَتـَثـأءَبَ الـْكـَوْنُ والـْصـُّبـْحُ تـلالا
خـَرَجـَتْ تـَسـْألُ عـَنـْهُ أهـْلَ الـْحـَيِّ والـْجـيـرانَ
وَكـانَ الـْجـَوابُ نـَفـْيـاً وَعـَجـابـا
واتـَجـَهـَتْ إلـى مـَكـْتـَبِ الأحـْوالِ تـَسـألُ عـَنـْهُ
قـالـوا لـَهـا فـي زُقـاقِ الـْفـُقـَراءِ مـَجـْهـولٌ
رُبـَّمـا يـَكـونُ مـا عـَنْهُ تـَبـْحـَثـيـنْ
وَانـْطـَلـَقـَتْ كـالـْسـَّهـْمِ مـُهـَرْوِلـَةً
فـَرَأتْ فـي نـِهـايـَةِ الـْزُّقـاقِ كـَوْمـَةً
رَفـَعـَتْ عـَنـْهـا الـْغـِطـاءَ فـانـْصـَدَمـَتْ
كـانَ تـَحـْتَ الـْغـِطـاءِشـِبـْهُ أنـْسـانٍ
عـَرَفـَتـْهُ وَكـانَ لـَهـا الـْحـَبـيـبْ
ضـَمـَّتـْهُ إلـى صـَدْرِهـا وَعـانـَقـَتْهُ
وَبـَلـَّلـَتْ بـالـْدُّمـوعِ وَجـْنـَتـَيـْهِ
قـالـَتْ والـْحـَرْقـَةُ تـَكـْو] كـَبـِدَهـا
عـُدـْتُ إلـَيـْكَ يـا حـَبـيـبـي نـادِمـَةً
فـاغـْفـِرْ لـي حـَمـاقـَتـي وَسـامـِحـْنـي
نـَظـَرَ إلـَيـْهـا بـِحـُبً جـارِفٍ
لـَكـِنـَّهُ لـَمْ يـَسـْتـَطـِعْ لأنْ يـَضـُمـَّهـا
فـَنـَطـَقَ اسـْمـَهـا وَأسـْلـَمَ الـْروحَ
بـَيـْنَ يـَدَيـْهـا
بقلم فؤاد حلبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق