الاثنين، 25 يوليو 2022

اعتذار * الشاعر:طاهر الذوادي

 * * * اعتذار * * *


أعتذر لعابر طريق لم يعرف بابا للعودة
فشمّر التيه عنوانا للرحيل
لهسهسة الوقت على عتبة الانتظار
و مرايا الذاكرة المنكسفة
لشفاه معلقة خلف عتابات الشمس
يبعثرها الريح على شرفات المواقد
كلما عابتها الخطى
للهفة دست عميقا بجيوب الحنين
مخافة انخرام المناخ و الاحتباس العاطفي
لأرغفة الصباح المقطعة
على ضجر الرغبة و خراب الأقنعة
لورود من رخام
زرعها التشرد على مسارح الروح
فلم تبتسم و لم تبكي قعر الظمأ
لرقصة غجرية الحروف
بين فراغ الأرصدة و نباح الهوس
و تزييف جوازات السفر و الأشرعة
لرسالات الموائد المنسية بأحضان الغبار
و وشوشة الشموع المقطوفة من ملل
لطبطبة رموش الأمومة
و دغدغة سؤال الأبوة
لسرير الشتاء المبلل و الوسائد المذبوحة
و مناديل المحو المركونة في زاويا النسيان
لمدن الصلصال المتحجرة على سارية القلب
لضمائر الجمع الكاذبة
لديناميكية دوران الأرض
لوخزات المآذن و زفارات الانذار
للشرفات المسيجة بعطب الكمنجات
و أضرحة النايات
لضحايا تذاكر الأمل
و الشموس المكتوبة بجمر الطريق
لغرق الزوارق و البريد في أروقة الحصاد
لرايات الوطن المرفرفة من صراخ
و أقاحي الصمت
و كنت أبدا أعتذر لأنسى
كتبت ... أبحرت ... سافرت ...
نمت ... غفرت ... حاولت ...
حاولت ... حاولت ... حاولت ...
لأنسى ... لأنسى ...
و لكنني أبدا ما نسيت
لهذا و لكل هذا اعتذرت

~ طاهر الذوادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر: محمد الدبلي الفاطمي

  ضاقتْ بما فَعَلوا قُلْ لي بِرَبّكَ هلْ ضاقتْ بنا السُّبُلُ أمِ العَقيدَةُ قدْ ضاقتْ بما فَعَلوا نَبْكي ونضْحَكُ والمأْساةُ قدْ كَبُرتْ واس...