الاثنين، 25 يوليو 2022

الكاتبة / هناء البحيرى

 همسات

الحب الكبير ( ٢ )
هل يولد الحب من أول نظرة؟
و دخلت أم ايمان و هى تقول لهويدا وجدت لكي حل فى موضوع الدرس قالت هويدا ما هو قالت أنتي تعلمي أن والدتي تسكن فى الحارة المجاورة و كما تعلمي أنها مسنة و أنا أذهب لها كل يوم بعد المغرب ثم أعود بعد العشاء و فى ليلة أمس ذهبت هناك و بينما كنت جالسة معها حتى دخل علينا أخي الصغير مصطفى و هو فى آخر سنة فى الثانوية العامة و سألته عن مدرس إنجليزي يكون رخيص و قلت له على رقيه فقال لي أن منهج الابتدائيه سهل جدا و أنه مستعد أن يجلس معها ثلاثة أيام فى الاسبوع لمدة ساعتين و بدون أجر قالت هويدا أنتي تقولي أنه فى الثانوية العامة يعني محتاج لكل الوقت حتى يذاكر قالت أم ايمان هو ذكي جداً و متفوق لا تخافي عليه كما قالت أم ايمان أنا آخذها معي بعد المغرب و تعود معي بعد العشاء فى خلال الثلاثة أيام و بالفعل بعد المغرب جاءت أم ايمان و نادت على رقيه و أمسكت بيدها و أخذتها معها عند بيت والدتها و كانت أم ايمان معها مفتاح للشقة فتحت الباب ثم دخلت هى و رقيه و دخلت على أمها و هى تنادي عاملة أية يا ست الكل و سلمت رقيه على الحاجة و سألت أم ايمان عن أخيها مصطفى قالت الحاجه نزل يصلي المغرب فى المسجد و بعد لحظات سمعت أم ايمان باب الشقة يفتح نادت على مصطفى و قالت له لماذا تأخرت رد عليها من الخارج و قال كنت أشتري الدواء للحاجه و عندما كان يتحدث حتى شعرت رقيه بحاجة غريبة و كأن جسدها يرجف و بعد ثواني دخل عليهم و اذا بشاب جميل الملامح عندما دخل الغرفة زادت الرجفة عند رقيه و عندما مد يده ليسلم عليها شعرت بأن الرجفة أصبحت تسير فى جسدها كله و عندما تلاقت النظرات لا تعرف ماذا بها شعرت و كأن قلبها يخرج من صدرها و سألها أنتي بقى رقيه و لم تعرف بماذا ترد و قال لها تعالي معي و خرجوا للصالة و جلسوا على السفرة و أخذ منها الكتاب و بدأ يشرح لها و كانت هي فى عالم من الخيال كنت تنظر لعينيه و تهز رأسها و برغم ما شعرت به إلا أنها فهمت ما يشرحه لها و جاء وقت الرحيل و أحبت رقيه سماع صوته و كانت تتمني أن تظل أمامه و خرجت و هى تنتظر الموعد القادم و عندما دخلت غرفتها و جلست على السرير أخذت تتذكر ملامح وجهه و تسمع صوته و حتى وضعت رأسها على الوسادة و إذا به ترى وجهه أمامها و بدأت تقول هل جننت ما الذى أشعر به فهي لا تزال طفلة هل ما تشعر به هو الحب؟
و أحبت رقيه مادة الانجليزي و تفوقت فيها و كانت كلما ذهبت للدرس تعود و هى تشعر أنها فى عالم من السحر الفرح يملأ قلبها و الدنيا من حولها فى فى سعادة دائمة أما صالح فكان يسافر كثيراً بحكم عمله لكنه كان حنون جدا على أولاده و خاصة رقيه و في آخر يوم لرقيه فى الدرس قال مصطفى لها أنه ينوي فتح سنتر للدرس بجانب دراسته فى الكلية و طلب منها أن تحدث زملائها حتى يأتوا معها فى العام القادم و بينما كان يشرح لها فى المراجعة حتى وقع نظرها على ظرف كان على المنضدة و كان به صور لمصطفى و خرج مصطفى للحظات حتى يدخل الحمام و اذا برقيه تفتح الظرف و تسرق صورة بدون ما تشعر و تخبأها فى حقيبتها و انتهى الدرس و خرجت رقيه مع أم ايمان ثم عادت للبيت و كانت تشعر أنها ارتكبت جرم كبير و أخذت توبخ نفسها و هى فى حجرتها و تقول لماذا سرقت الصورة و أنا لم أسرق أى شيء طوال حياتي و أخفت رقيه الصورة بين الكتب و كانت تنظر للصورة كلما كانت وحدها فى الغرفة و انتهى الامتحان و نجحت رقيه بتفوق فى جميع المواد و كانت فرحة صالح بها أكثر من فرحته بأخويها و فى يوم جاء صالح من العمل و قال لهويدا الاسبوع القادم نسافر جميعا للصعيد لأن أخيه دعاه لحفل زفاف أبنه الكبير حامد قالت هويدا أنا لا أحب الذهاب للبلد فهي لا تحب أخيه و لا زوجته قال لها هذا واجب و لابد أن أكون بجوار أخي فى أول فرحة له و حدث بينهم خلاف شديد لكن صالح كان مصمم على رأيه و بالفعل جاء موعد السفر و ركب القطار المتجه للصعيد و كانت هويدا يبدوا عليها الغضب أما صالح و الاولاد كانوا فرحين لكن رقيه كانت تشعر بأمها فهى ذكيه جدا و وصل القطار و دخلوا القرية و تقابل الجميع مع الأهل و الأقارب حتى دخلوا لمنزل أخو صالح و هنا كانت المفاجأت تتوالى يكفي اليوم غدا نكمل
الكاتبة / هناء البحيرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

" ملكة الياسمين" قلم الشاعرة المبدعة : فاطمة حرفوش : سوريا

  " ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصد...