الخميس، 11 أغسطس 2022

الأديب رسمي خير

 معشوقتي السمراء

....................
على تلك الأرض الخضراء
ينيرها قمر ونجوم في جوف السماء..
في كل صباح تفرد جداءلها
وموج البحر يتغنى بجمالها
أبحث عنها بين الحشود
في الأزقة والحواري
وفي عيون الجنود
على ذلك السهل الممدود
وفي المخيم خلف أسلاك الحدود..
أشعر بضيق أنفاس وأنا أسأل نفسي بعجب:
لماذا ما زلت أحن إلى خبز أمي بعد ألام العقود؟!.
أصبح طابونها تراثاً
يغني وحده..
هل أصبحت ذكرى يا ترى
أم هي أضحوكة
أم قواعد لأرجوحة
أم هي عجوز عاقر؟!
لم تعد تنجب الرجال
أسنانها كأسنان طفل رضيع
وتجاعيد وجهها يرسم كل يوم لوحة لشهيد
تذرف الدمع شفاء لكل جريح فمن يحرسها؟! أطفالاً وشيوخاً وثكالى مزقت أثوابهن الجنود
وصوت الآذان من خلف الأسوار تلين منه أبواباً من الحديد ..
يصل مداه تلك البندقية
القابعة في رام الله ونابلس وجنين فأين أصوتها؟
هل أصبحت كالعهن المنفوش؟!
حين أناظرها أشاهد صورة لحبيبتي التي رحلت مع كل مقاتل صنديد..
فلسطينية أنا..
جدي عبد الرحمن
وأمي عائشة..
ولدها عبد القادر
عنوان القسطل..
وأخوها لقبوه بأبي الرجال
وأمي الحنون..
لا زالت تشعل حطب الطابون..
وأولادي لا زالوا في الشوارع باسمي ينشدون
يا كاتب التاريخ عندما كسروا قلمي..
أصبحت كالطود عنيد
...................
أيها الشاعر عذراً
نم قرير العين
فما زال هناك من يحن
إلى خبز أمه..
كما يحن إلى معشوقته فلسطين..
............................
بقلمي الأديب رسمي خير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشاعر: محمد الدبلي الفاطمي

  ضاقتْ بما فَعَلوا قُلْ لي بِرَبّكَ هلْ ضاقتْ بنا السُّبُلُ أمِ العَقيدَةُ قدْ ضاقتْ بما فَعَلوا نَبْكي ونضْحَكُ والمأْساةُ قدْ كَبُرتْ واس...